العاشق الغيور

النقابي الجنوبي|| كتب: فضل اليهري

لم يخطر ببالي أن يمر الوقت، وأن ترحل دون وداع، تاركاً الذكريات وحيدة في محطات الانتظار..

أبدًا لم أظن أن تصمت الحكايا في الفصول التي جمعتنا، وأن أترك خيوط الشمس تغيب مع رحيلك، حتى أصبحت أخباري خافتة الوقع، يمر يوماً تلو الآخر ليملأ الصمت أرجاء المكان. كأن قلبي كبركان كان يحتفظ بلهفته وشوقه لسؤالك العابر، وعند رحيلك لو تعلم كيف الحياة دون زيارات أسئلتك التي كانت تحيى في داخلي براعم. قلبي مثل حقل يابس يتوق لقطرات الندى، لتحييه فاسقيه بخبر عنك، كي يصحو من سُباته. أفتقد تلك الأحاديث الرقيقة التي تُشعل في داخلي ألف شعلة، تنير ليالي الانتظار الحالكة..

 

وما أثقل الوقت حين يكون خالٍ من صدى ضحكاتك، ومن نبرة صوتك التي كانت تشبه نسمة الربيع. وما أقسى تلك الليالي حين يغيب عنها وميض نجمك. تروح بوقت، تنساني؟ لا، لا أظن ذلك… فالقلب يعلم أنك لم تنس ولكن ربما أخذتك دوامة الحياة.

 

حتى وإن طال انتظاري، سأحمل في قلبي يقيناً بأن الأقدار لا تخلو من مفاجآتها، وأن الجسور الذي شُيدني بقوة العشرة والمحبة ستظل راسخة حتى في وجه النسيان وتقلبات الأيام. وأن هناك دائماً فرصة للقاء يُجدد عهدنا القديم ويوقظ الأخبار المنسية. اللقاء ممكن دائماً، في زمن يدور وعالم لا يتوقف عن تقديم المفاجآت

 

#فضل_اليهري

#عالم_من_النسيان

زر الذهاب إلى الأعلى