رئيس هيئة المصائد السمكية بالبحر العربي: حضرموت عاصمة القطاع السمكي… و9 مشاريع استراتيجية تُعيد بناء البنية التحتية للمراكز البحرية

النقابي الجنوبي / خاص
حاوره/ جميل مختار
في ظل التوجه الحكومي والمتطلبات المتنامية لتعزيز الأمن الغذائي وتنشيط الاقتصاد البحري، تشهد المحافظات اليمنية المطلة على البحر العربي تنفيذ حزمة من المشاريع الاستراتيجية غير المسبوقة، الهادفة إلى إعادة تأهيل مراكز الإنزال السمكي وتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للصيادين. وفي هذا السياق، أجرت الصحيفة حوارًا خاصًا مع المهندس يسلم سعيد بابلغوم، رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية بالبحر العربي (حضرموت–شبوة–أرخبيل سقطرى)، الذي كشف خلاله تفاصيل المشاريع الجارية بدعم دولي، وأبرز التحديات، ورؤية الهيئة للنهوض بالقطاع السمكي على مستوى الجمهورية.
إليكم نص الحوار:
س: بدايةً… ما أبرز المشاريع التي تعمل عليها الهيئة حاليًا؟
المهندس يسلم بابلغوم: تعمل الهيئة ضمن خطتها الحالية على إعادة تأهيل أربعة مراكز إنزال سمكي من أصل تسعة مراكز معتمدة على مستوى الجمهورية. وقد حصلت الهيئة على النصيب الأكبر من التمويل المخصص لهذه المشاريع، حيث يُنفذ مشروع تأهيل المراكز الأربعة بدعم من البنك الدولي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وتنفيذ مشروع الأشغال العامة.
ونتوقع أن تُحدث هذه المراكز نقلة نوعية كبيرة في القطاع السمكي وتحسّن الخدمات المقدمة للصيادين في مختلف المناطق.
س: هل هناك مراكز إنزال أخرى سبق تأهيلها؟
المهندس يسلم بابلغوم: نعم، تم خلال الفترة الماضية إعادة تأهيل خمسة مراكز إنزال سمكي؛ أحدها بتمويل من الحكومة الفرنسية، وأربعة بتمويل من الحكومة الألمانية.
وقد استلمت الهيئة الاستلام الأولي لمركز الإنزال في منطقة الحامي، فيما لا تزال الأعمال التكميلية جارية في ثلاثة مراكز أخرى، والمتوقع استلامها نهائيًا نهاية الشهر الجاري أو خلال شهر ديسمبر.
ونأمل أن تحقق هذه المشاريع أهدافها المتمثلة في تحسين الخدمات وإنعاش النشاط السمكي.
س: ما طبيعة المشاريع الجديدة التي حصلت عليها الهيئة مؤخرًا؟
المهندس يسلم بابلغوم: حصلت الهيئة مؤخرًا على مشروع مهم يتمثل في مذكرة تفاهم مع الوكالة الألمانية GIZ، بتمويل من البنك الدولي، لتوريد 15 مصنع ثلج لدعم مراكز الإنزال السمكي في محافظة حضرموت.
كنا نأمل أن يشمل المشروع بقية المحافظات، لكن سياسة الجهة المانحة حصرت التنفيذ بحضرموت فقط.
س: لماذا كانت حضرموت هي المحافظة الأكثر حظًا في الحصول على هذه المشاريع؟
المهندس يسلم بابلغوم: حضرموت تُعد من أهم المحافظات السمكية في اليمن من حيث الإنتاج ووفرة الصيادين والقوارب. كما تتمتع باستقرار أمني واجتماعي وخدمي، ما جعلها الخيار الأنسب لتنفيذ أربعة من أصل تسعة مشاريع موزعة على مستوى الجمهورية.
والوزارة تعتبرها عاصمة القطاع السمكي نظراً لحجم النشاط والإنتاج والاستثمار السمكي فيها.
س: نود معرفة المزيد حول مركز الصادرات السمكية الذي تم استلامه مؤخرًا… ما أهميته؟
المهندس يسلم بابلغوم: تم مؤخرًا الاستلام الأولي لمركز الصادرات السمكية المُنفذ عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالتنسيق مع السلطة المحلية.
ويُعد هذا المركز الأول من نوعه في اليمن، إذ يضم تجهيزات حديثة خاصة بعمليات تجهيز وتحضير الأسماك للتصدير، إضافة إلى مختبر لفحص الجودة يضمن سلامة المنتج ويعزز سمعة الصادرات اليمنية.
ويقتصر دور المركز على التجهيز ولن يؤثر على توفر المنتج في السوق المحلي.
س: وماذا عن المصانع التي تعمل في طحن المخلفات السمكية؟ هل هناك رقابة عليها؟
المهندس يسلم بابلغوم: نعم، هناك رقابة صارمة على المصانع التي تعمل في مجال طحن المخلفات السمكية. تتم مراقبتها وفق كمية الإنتاج المُصدَّر، وأي مصنع يثبت مخالفته تُتخذ بحقه الإجراءات القانونية بما في ذلك الإيقاف بقرار قضائي. وحتى الآن لا توجد أي مخالفات مسجلة.
س: كلمة أخيرة تودون توجيهها؟
المهندس يسلم بابلغوم: أشكر زيارتكم واهتمامكم بتسليط الضوء على أعمال الهيئة، ونثمن دوركم المهني في نقل الحقائق للمجتمع داخل اليمن وخارجه. كما أتوجه بالشكر لمعالي وزير الزراعة والثروة السمكية اللواء سالم السقطري، ولـ محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، ولكل الجهات الداعمة لمشاريع تطوير القطاع السمكي.