اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مقال لصالح علي بامقيشم :مات الذي يكره اسرائيل !

 

مات شعبان عبدالرحيم الذي يكره اسرائيل ، وكأن روحه كانت رافضة الدخول الى العام الجديد 2020 .

مات ” شعبولا ” بعد ان قال للعالم الدميم كل ما عنده في ثلاث كلمات بقيت وستبقى عالقة تسعل بها الذاكرة ” انا باكره اسرائيل ” في لحظة فارقة من عمر التاريخ ولم نفهم من اغانيه سواها .

من اجل هذه الجملة المقتضبة تحولت السوشيال ميديا الى سرادق عزاء كبير يقدم ويستقبل المواساة في رحيله ، انقلب السحر على الحاوي الذي كان يرغب بتقديم نموذج فكاهي ومهزوز لفكرة الرفض والمقاومة ومصارعة التطبيع فانتعشت عبارة ” انا باكره اسرائيل ” وكأن الشعوب كانت تذخرها في الرف لتشهرها وقت الحاجة .

شعبان الذي قام بتفجير الاغنية الحبيبة و ذائعة الصيت  قال عبرها : انه ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وضد النظام العالمي الجديد وضد الهيمنة والقهر والاستلاب وسيطرة الشركات والبنوك الربوية ومافيا الفساد وضد الالهة الموقرة التي تمتص دماء المسحوقين والمضطهدين وضد الجحور المقدسة والعروبة الصفراء المائعة .

مات شعبان وانطوت صفحته فلترقص البهلوانات الكريهة فرحا وطربا على امل ان تضمحل الكلمات الثلاث التي جرح بها قلوبهم الخشبية والصقها بمؤخراتهم السمينة التي تنمو كلما تراكمت مواكب الجثث .

انقضى عمر شعبان ورحل كما ترحل الفضيلة الغيورة والحب وبساتين الامل وكما يموت النضال بعد ان حمل اشواقنا واحلامنا الى مشارف الغيم .

رحل المناضل وبقيت الاغنية ، الجملة التي تعلن العصيان والتمرد وتتجدد وتلعق الالسن حروفها كلما زارها غبار السنين

رحل شعبان عبدالرحيم ولم يحقق امنيته ” ان يموت قتيل او يخش المعتقل ”

على حافة الوطن :

ايها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة

و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا

انكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

أيها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف – ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا

منكم دبابة أخرى- ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز – ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا

وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا

وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء

و علينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء

منسق المنظمة العربية لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني

زر الذهاب إلى الأعلى