اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

حان الوقت ياعدن

 

سعد الجهمي

أعتقد أنه حان الوقت لنعترف بأن عدن هي عاصمة الجنوب. أولاً، دعنا نعود قليلاً إلى عام 1990م خلال توحيد اليمن الشمالي والجنوبي. كان التوحيد بين الدولتين مشاركًا وليس إلزاميًا، ولكن سرعان ما حدث انقلاب على الجنوب في بداية عام 1994م. واستمرت الأوضاع على هذا النحو حتى عام 2011، عندما اندلعت الثورة في اليمن ضد النظام السابق الذي كان يتزعمه علي عبدالله صالح.

في ذلك الوقت، كانت هناك فرصة رائعة لأبناء الجنوب للاستعداد الأولي لاستعادة دولتهم، على الرغم من العقبات التي واجهوها. أتذكر في عام 2014 عندما زرت عدن، كانت الأوضاع سيئة للغاية هناك.

كانوا يعانون من تدهور الأوضاع والخدمات إلى درجة أنني اعتقدت أن اليمن بأكمله قد انتهى، حين أصبحت عدن بهذا الشكل المؤسف.

وبعد عام واحد فقط في بداية عام 2015م، اندلعت الحرب في عدن مع الميليشيات الحوثية.

كانت حربهم على عدن غير عادلة، حيث قاموا بتدمير كل ما هو جميل في المدينة. ولكن في تلك المرحلة، لم أشعر أن أبناء الجنوب يحاربون الحوثيين من أجل اليمن، بل يحاربون من أجل الفرصة التي طالما انتظروها وهي استعادة دولتهم.

وبعد انتهاء الحرب في عدن، كانت كل المحافظات اليمنية مشغولة بالفساد والنهب والسرقة والقتل.
اما عدن كانت ولا زالت منشغلة بترتيب أوضاعها واستعادة دولتها، وهذا ما سيحدث.

والواقع الحالي في عدن هو الشاهد الوحيد على ذلك، وليس تنبؤًا منا.

في زيارتي الأخيرة إلى عدن في عامي 2023 و 2024، اندهشت من حجم التغيير الذي حدث في المدينة على جميع المستويات، بدءًا من النقاط العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي وسلوكهم الحضاري تجاه الجميع، والمشاريع الضخمة التي تقام على أراضيها، والمشاريع الخدمية التي تسارع في تطويرها يومًا بعد يوم.

دعونا نكون عادلين لمرة واحدة في حياتنا، لابد لعدن ان تعلن  عاصمتها الجنوب، ومن ينكر هذا الأمر فهو جاحد.

زر الذهاب إلى الأعلى