حديث رمضان .. رائد عفيف يكتب عن قصة غزوة الخندق: ملحمة الصمود والبطولة ( 23 )

رائد عفيف

تُعدّ غزوة الخندق، المعروفة أيضاً باسم غزوة الأحزاب، من أبرز غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وأهمها. وقعت في السنة الخامسة من الهجرة، حيث حشدت قوى الكفر من قريش ويهود بني قريظة وبني النضير وغطفان وبعض قبائل العرب الأخرى جيوشها للقضاء على المسلمين في المدينة المنورة.

حفر الخندق:

بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، حفر المسلمون خندقًا عميقًا حول المدينة لحماية أنفسهم من هجمات العدو. واجه المسلمون صعوبات جمة أثناء حفر الخندق، فكانوا يواجهون الجوع والبرد والمرض، ناهيك عن قلة عددهم وضعف عتادهم.

مواقف بطولية خالدة:

برز العديد من الصحابة بمواقف بطولية خالدة خلال غزوة الخندق، ونذكر منها:

_ سلمان الفارسي: صاحب فكرة حفر الخندق، التي ساهمت بشكل كبير في حماية المسلمين.

_ أبو دجانة: قاتل بشجاعة نادرة حتى أصيب بجروح بالغة.

_ الحباب بن المنذر: أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بالتصدي لقريش داخل المدينة، وكان له رأي صائب في العديد من المواقف الحاسمة.

نصرٌ إلهيٌّ مبين:

استمرت غزوة الخندق حوالي شهر، انتهت بانسحاب الأحزاب بعد هزيمتهم في معركة الأحزاب. فقد أرسل الله تعالى عليهم ريحًا عاتيةً هزت خيامهم، وألقت الرعب في قلوبهم، فاضطروا للانسحاب تاركين خلفهم أسلحتهم وعتادهم.

الدروس والعبر:

تُعدّ غزوة الخندق درسًا هامًا للمسلمين في العديد من المجالات، ونذكر منها:

_ أهمية الوحدة والتكاتف بين المسلمين في مواجهة الأعداء.

_ أهمية الصبر والتحمل في مواجهة الشدائد.

_ أهمية اتباع القيادة الرشيدة الممثلة في الرسول صلى الله عليه وسلم.

_ أهمية الإيمان بالله والتوكل عليه في أصعب الظروف.

تُعدّ غزوة الخندق من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، فهي درسٌ للمسلمين في الوحدة والصبر والبطولة. كما تُعدّ رمزًا للانتصار الإلهي على قوى الكفر والظلم

زر الذهاب إلى الأعلى