تقرير يكشف عن دور النظام اليمني في تنمية ودعم تنظيم القاعدة الإرهابي في الجنوب

تقرير / عبدالباسط القطوي
منذ سنوات عديدة لم يعد الوطن العربي ملاذًا آمنًا بعيدًا عن ظاهرة الإرهاب بل أصبح مأوى للعديد من التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره وفي الفترات السابقة شهد الجنوب العربي بعد خروجه من المعادلة السياسية، وأصبح ضحية غدر النظام القبلي الشمالي تفاقمت العمليات الإرهابية بشتى أنواعها، فقد كان صيف 94 نقطة تحول الأراضي الجنوبية إلى معسكرات إرهابية نتاج السياسه العفاشيه الخبيثه، وتتطورت تلك التنظيمات بأشراف نظام صنعاء وقيادات حزب الإصلاح
ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه الظاهرة وانتشرت بشكل كبير خلال الفترة من عام 2011 إلى 2021. وأصبحت تلك التنظيمات تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الشعب الجنوبي ودول الجوار واستغلت هذه التنظيمات المحظورة الغطاء الديني لتنفيذ أهدافها السياسية الدنيئة، بالتعاون مع السلطات اليمنية في صنعاء التي ساهمت بشكل كبير في تمكينها وتعزيز قدراتها العسكرية والسياسية وفي حرب عام 2015، حيث سلمت السلطات اليمنية معظم المحافظات الجنوبية لتلك التنظيمات المدعومة من الأطراف اليمنية، تزايدت الجرائم الإرهابية التي استهدفت أبناء الجنوب وقياداته وحتى اليوم، لا تزال تلك الجرائم تودي بحياة الأبرياء وتسبب دمارًا هائلًا في حياة الكثير من سكان الجنوب الذين يواجهون هذا العدو الدولي المشترك وبفضل تضحياتهم واصرارهم، يقدم شعب الجنوب أرواح أبنائه وأمواله وممتلكاته وحرياته لمواجهت الإرهاب ومن يقف وراء الإرهاب لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة
*لماذا الإرهاب يستهدف الجنوب دون غيره*
بعد توقيع على اتفاقية الوحدة تعاون نظام عفاش ووعناصر تنظيم الإخوان المسلمين الذين شاركوا في صراعات خارجية مثل أفغانستان، وتم تجنيد هذه العناصر وتوظيفها في الدولة لأجل أن تكون شبكة إرهابية بلباس شرعي والهدف اغتيال القاده والكوادر الجنوبيين، وفي أعقاب ثورة عام 2011 في اليمن وتصاعد الصراعات والفوضى الأمنية، استغل تنظيم القاعدة الإرهابي هذا الفراغ لتأسيس قاعدة قوية وفعالة، استخدم التنظيم القاعدة هذه قاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في المناطق الجنوبية مثل أبين وشبوة وحضرموت وابان النظام العفاشي منحت مناطق جغرافية واسعة لتنظيم في أبين وشبوه وحضرموت لتأسيس لهم معسكرات والحقيقة أن هذه التنظيمات هي مجرد أداة يستخدمها عفاش لقتل الجنوبيين و كوادرهم السياسيين والعسكريين وإخماد أي حركات جنوبية،
وفي ذات السياق اكد الإعلامي الجنوبي علي خالد أنه منذ توقيع مشروع الوحدة الفاشلة في العام 90 سعت قوى صنعاء للسيطرة على الجنوب وابقائه تحت هيمنتها، وجاء عام 94 عندما اعلن الجنوب فك ارتباطه عن الشمال لتلقى قوى صنعاء ذريعه لحشد الإرهابيين من أفغانستان بإسم الجهاد ضد الشيوعية الماركسية والكفار، وغيرها من التسميات التي اطلقتها هذه القوى المارقه على شعب الجنوب واصدار الفتاوى الشهيرة من قيادات تنظيم الاخوان الارهابي الذين أفتو بجواز قتل الجنوبيين.
كل هذا كان هدفه فقط ابقاء الجنوب تحت هيمنتهم والسيطرة على موارده وهو ما حصل بالفعل عندما عملو على تصدير الارهاب وتنميته ودعمه في محافظات الجنوب.
وفي سياق آخر أفاد النقيب القردعي، بأن محافظة ابين كانت بؤرة لابتزاز الخليج من قبل عفاش وتابع القردعي في تصريحه أن عفاش كان على استعداد لحرق اليمن بأكملها من أجل تحقيق مصالحه الشخصية. كما أشار إلى أن ابين كانت تُغذى بشكل مستمر بالإرهابيين من جميع أنحاء العالم، حيث كان عفاش يسمح للمنابر الدينية في المحافظة بنشر الكراهية والحقد المتطرف في عقول الناس.
وفي سياق متصل، أوضح القردعي أن عفاش كان يدّعي أنه يحارب الإرهاب في ابين وشبوة، بهدف الحصول على دعم الولايات المتحدة من خلال تزويده بالأسلحة والمال. وأكد القردعي أن هذا الإرهاب الذي يحاول عفاش مكافحته في الجنوب هو في الواقع نتاج صناعته الخاصة به، بهدف قتل الجنوبيين وتعزيز نفوذه
فيما أكد النقيب محمد مقبل العبيدي أن الإرهاب والمكونات الشمالية مثل الإصلاح والحوثي والقاعدة توافقوا على استهداف الجنوبيين فقط بسبب توحدهم على مقاومة الإرهاب ونبذ الوباء الذي زرعه عفاش بالتعاون مع الإخوان المسلمين العائدون من أفغانستان.
وأوضح العبيدي أن هذه الكيانات المتآمرة تستخدم الإرهاب كسلاح منذ بداية الوحدة المشؤومة لضرب أي قائد جنوبي، سواءً كان عسكريًا أو سياسيًا، الذي يسعى لإشعال نار الثورة ويطالب بحقوق شعبه وعودة دولته المستقلة، حيث عملت القوى الشمالية على تصنيع وتمويل العناصر الإرهابية لتنفيذ هذه الجرائم البشعة والجبانة بحق الجنوبيين.
وأشار العبيدي إلى أن ما يزيد جرائمهم بشاعة هو استخدامهم لتنظيم القاعدة الإرهابي كشماعة لتغطية أعمالهم الإجرامية حيث يستغلون تنظيم القاعدة لتنفيذ هجماتهم وتفجيراتهم الإرهابية، وهم يختبئون وراء ستار الدين ويحاولون تبرير أفعالهم البشعة بدعوى أن الإرهاب من ينفذ تلك الجرائم
من جانب آخر تحدث الباحث عمار القطوي عن الإرهاب في الجنوب وأكد أن الجنوب لن يكون حاضن للارهاب والكل يعرف من يقف وراء العمليات الارهابية التي يتعرض لها الجنوب ومن هو المستفيد من ذلك ولا يمكن أن نتجاهل العلاقات التاريخية بين حكومة صنعاء في الشمال والجماعات الارهابية وتحالفها مع نظام صنعاء واصدارها الفتوئ عام 1994م بحق أبناء الجنوب وإعلان الحرب على الجنوب واحتلاله وتدمير مقومات الدولة فيما قدم نظام عفاش بعد ذلك إمتيازات كبيره لهذه الجماعات المتطرفة وظلت حكومة صنعاء هي اللاعب الرئيسي والوحيد في الجنوب قرابة (25)عام وظل نظام عفاش هو المتحكم في هذه الجماعات الإرهابية والراعي لها طيلة ربع قرن من الزمن حتى جاءت الثورة وظل ملف هذه الجماعات بيد شركاء الحرب والسلطه حتى دخول جماعة الحوثي الارهابية الجنوب واستباحة الجنوب من جديد وظل ملف هذه الجماعات يتنقل من حكومة إلى اخرى في صنعاء وهدفهم هو بقاء الجنوب تحت رحمتهم وهيمنتهم لذلك فان المصلحه الابرز للشمال بشكل عام وجماعاتهم الارهابية هي الحيلوله دون قيام دوله جنوبية قويه لانها ستشكل تهديداً حقيقي لمصالحهم وجماعتهم الإرهابية.
التخادم الثلاثي الارهابي..الحوثي الإصلاح القاعدة
لم يعد التخادم بين الحوثيين وحزب الإصلاح يخفى على أحد أصبحوا يلعبون بالمكشوف لم يكن التخادم بين الطرفين وليد اليوم بل كانوا يلعبون من وراء ستار أما اليوم أصبح اللعب مكشوف.
في هذا السياق أعلنت قناة المهرية عن تأييدها للمليشيات الحوثية، وصدرت توجيهات من رئيس القناة للطواقم العاملة بتأييد المليشيات وتوجيه الخطاب الإعلامي ضد الجنوب وأهله والتحالف العربي، فيما عدد من الموظفين في القناة استقالوا بسبب هذا التحول، بما في ذلك المذيع عارف الصرمي ومدير القناة ومدير البرامج وستة موظفين آخرين
فيما كشفت الزوجة الأولى للزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أبو بكر البغدادي، عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، هذا الاعتراف يؤكد ما قاله القيادي الإخواني الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الذي أعلن في جامعة الإيمان عام 2014 عن قرب قيام دولة الخلافة الإسلامية في بلاد الشام وظهور خليفة المسلمين.
تحريض القبائل اليمنية من قبل الزنداني على الانضمام إلى تنظيم داعش ودعوته للجهاد الإسلامي، يعكس الدور الذي لعبه الإخوان في ترويج الإرهاب. فقد قامت جماعة الإخوان في اليمن بتغطية إعلامية ممنهجة للعمليات الإرهابية والاغتيالات التي نُفذت على يدي عناصر تنظيم القاعدة وداعش في الجنوب.
وفي تصريح صريح للتخادم بين مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح، أكد القيادي الحوثي علي القحوم، عضو المكتب السياسي للحوثيين، وجود لقاءات وتقاربات بين الجانبين لأجل الحفاظ على على ميسمونه “وحدة اليمن” . وأشار القحوم إلى وجود حوار وطني مستمر مع حزب الإصلاح، وتحقيق تقدم ملموس في فتح الطرقات وإطلاق الأسرى والمعتقلين.
وتحدث القحوم عن الموضوعات التي يتم التفاوض حولها، مثل الإدارة المشتركة للسلطة المحلية والثروات النفطية والغازية والكهرباء، وتوزيع حصص المحافظات من تلك الثروات.
ومن جانبه أفاد العميد مصلح الذرحاني في حوار له مع الصحفي عبدالباسط القطوي إن شرطة دار سعد القت القبض على خلايا إرهابية تابعة للإرهابي أمجد خالد، الذي ينتمي إلى حزب الإخوان المسلمين.
وفي حديثه عن الإرهاب كشف العميد الذرحاني أن أمجد خالد هو الشخص المسؤول عن عدة عمليات اغتيال استهدفت قادة جنوبيين بارزين، بما في ذلك اللواء جواس واستهداف موكب المحافظ لملس والذي تبنتها القاعدة والحوثيين وهذا ما يؤكد تخادم العناصر الإرهابية المعروفة مثل القاعدة والحوثيين والإصلاح
وأكد الذرحاني أن أمجد خالد التابع للإخوان كان يرسل جنوده إلى صنعاء لتلقي تدريبات على القنص وصنع العبوات الناسفة، ثم يتم إرسال هؤلاء الجنود إلى العاصمة عدن ليكونوا خلايا نائمة، يستهدفون قادة الجنوب، تم الكشف عن هذه المعلومات بعد التحقيق مع الخلايا الإرهابية التي تم القبض عليها في عدن.
عودة نشاط الإرهاب
عاود الإرهاب تنشيط عملياته الإرهابية لتضييق الخناق على القوات الجنوبية
أكد السياسي الجنوبي أمجد الأبجر أن حزب الإصلاح يستغل تفعيل العمليات الإرهابية كوسيلة لضعف القوات الجنوبية وتشتيت قياداتها السياسية مشيراً إلى أنه يتم تنشيط هذه العمليات كرد فعل للضربات القوية التي تلقاها الحزب من المجلس الانتقالي على المستوى الدولي، مما أدى إلى فقدان نفوذه في سلطات الدولة والدوائر الحكومية.
وفي الآونة الأخيرة، شهدةالجنوب عودة النشاط الإرهابي بعد إقالة قياديين من حزب الإصلاح وتوقع أن تشهد هذه العمليات تصاعدًا في الأيام القادمة،
من جانب آخر قال الإعلامي عبدالكريم الجزري: أن إقالة الإرهابي أمجد خالد في عدن تُعَدُّ ضربةً قويةً للجماعات الإرهابية في المنطقة حيث كان هو الذي يُدعَم الجماعات المتطرفة بالأموال والموارد، حيث كان هو العمود التساسي لنشاط الإرهاب وبعد إقالته، تعرضت هذه الجماعات لضربة كبيرة، أثرت في هياكلها وقدراتها التنظيمية.. ولكن ما يزال الخطر يكمن وقد يعاودون نشاطهم في أي وقت وخاصة بهذه المرحلة الصعبة التي يمر به الشعب فهم يستغلون مثل هذه الأوضاع
استغلال الإرهاب الأوضاع الاقتصادية والسياسية لتحقيق أهدافهم في الجنوب
تعيش البلاد حالة من عدم الاستقرار المعيشي، وتفاقم الفقر، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الحكومة والمجتمع على السواء، هذه الحالة ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل تترك آثارًا سلبية على الأمن وتجعل البلد عرضة للجماعات الإرهابية وفي هذا السياق، يطالب السياسي الجنوبي يونس الصبيحي بتكثيف الجهود لمكافحة هذه الظاهرة.
الصراع السياسي المستمر في البلاد يعمق حالة الهشاشة وانعدام الاستقرار، مما يجعلها بيئة خصبة لنمو وانتشار الجماعات الإرهابية، وتعتبر الجماعات الإرهابية الغلو الديني والتطرف والإرهاب الفكري من أبرز أدواتها لتجنيد الشباب وترويج أفكار التطرف والعنف، وتستهدف هذه الجماعات الشباب الأكثر فقرًا وضعفًا اجتماعيًا، حيث يتم استغلال ظروفهم الصعبة وتجنيدهم لأغراض إرهابية.
يؤكد الصبيحي على ضرورة مكافحة الفقر وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين كوسيلة للحد من انتشار الإرهاب، فالفقر والعوز يجعل الأفراد أكثر عرضة للاستغلال والتلاعب، ويفتح الباب أمام الجماعات الإرهابية لاستقطاب الشباب المتضررين اجتماعيًا واقتصاديًا.
تتفاقم الاعمال الإرهابية الجبانة والحقيره في الجنوب نتيجة استغلال الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها المحافظات الجنوبية، وفقًا للصحفي عبد الباسط القطوي، أن الارهاب يستغل الأوضاع الاقتصادية المتردية في الجنوب لترويج أفكارهم المتطرفة وجذب الشباب الذين يعيشون في ظروف صعبة.
يستغل الإرهاب الفقر والبطالة في المنطقة لاستقطاب الشباب العاجز عن توفير لقمة العيش لأنفسهم وعائلاتهم، وبوعدهم بتحقيق العدالة وتوفير الفرص الاقتصادية، يجذبون الشباب للانضمام إليهم في أعمال الإرهاب والعنف.
إضافة إلى ذلك، يستخدم الارهاب تجارة غير قانونية مثل تهريب المخدرات والأسلحة لتمويل أنشطتهم