اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

لماذا هذا الإسراف في الفتاوي التكفيرية ضد الجنوب

 

بقلم/ عادل العبيدي

هل فعلا شعب الجنوب يستحق كل ذلك الإسراف في إصدار الفتاوي التكفيرية ضده من قبل القوى اليمنية السياسية والدينية ؟
ماهي الجرائم والانتهاكات والمخالفات الدينية التي أفتعلها الجنوبيين حتى تصدر ضدهم فتاوي دينية تكفيرية ؟
هل كل تلك الفتاوي التكفيرية التي تم إصدارها ضد الجنوبيين هي من أجل تقويم الدين وإصلاح حال الأمة الإسلامية والحفاظ على مصالحها أم أنها نزوات أشخاص وجماعات سياسية وحزبية وقبلية القصد منها احتلال الأرض ونهب الثروات لصالح أولئك الأشخاص وتلك الجماعات بأعتبارها نخبة متسيدة وحاكمة سياسيا ودينيا وعسكريا وقبليا ؟
أصدار الفتاوي الدينية التكفيرية ضد الجنوبيين لم تتوقف منذ إعلان ماتسمى الوحدة اليمنية المشؤومة إلى وقتنا الحاضر ، لو تمعنا وتفكرنا لماذا أصدرت تلك الفتاوي الدينية التكفيرية ضد الجنوبيين وفي مراحل ومنعطفات محددة ، لوجدنا أنه لاتوجد هناك أي مصالح دينية ملحة تتحقق من أصدار تلك الفتاوي التكفيرية ، ولوجدنا أن المحل الذي تم أصدار الفتاوي التكفيرية ضده (الجنوبيين) لم يعملوا أي أشياء مخالفة لاسياسية ولا دينية ولا أخلاقية عليها يستحقون أصدار تلك الفتاوي التكفيرية ضدهم ، ولوجدنا أيضا أن المحل الذي اصدر تلك الفتاوي التكفيربة (القوى اليمنية) ليسوا أهل لأن يصدروها لاسياسيا ولا دينيا ولا أخلاقيا .
فهم يخونون ويغدرون بالعهود والمواثيق والاتفاقيات كما هو حالهم مع اتفاق ماتسمى الوحدة اليمنية المشؤومة واتفاق وثيقة العهد والاتفاق ، وهم يعتدون ويقتلون ويعتقلون ويسجنون كما هو حالهم في حرب 94م العدوانية الدموية وهم يظلمون ويأخذون الحقوق العينية الخاصة والعامة والمكتسبات الوظيفية كما هو حالهم بعد سيطرتهم العسكرية والسياسية على الجنوب في 7/7/ 94 م حيث حللوا لأنفسهم أخذ كل مايجدونه أمامهم ويعجبهم بمسمى غنائم حرب وبما كان من تهميش وإقصاء وتسريح وإحالة إلى التقاعد كما هو حالهم مع الموظفين والقيادات الجنوبية السياسية والعسكرية ، وكما هو حالهم مع التجار والمستوردين والمستثمرين الجنوبين ، ولا هم يتحلون بعقيدة دينية إسلامية صحيحة كما هو حالهم في حرب 2015م تحت مسمى محاربة الدواعش والإرهابيين وكما هو حالهم مع جماعة الحوثي المتفاخرة بعقيدتها الشيعية وتبعيتها لإيران ، ولا هم من المؤتمنين على المواطنين في حال كانت لهم السيطرة العسكرية والسياسية والإقتصادية كما هو حالهم في ظلم شعب الجنوب وزرع الفتن والمناطقية بينهم وزرع الإرهاب بمسميات دينية مختلفة وتلفيق التهم والأكاذيب على الجنوبيين .
من هذه الحقائق التي سبق واعتدوا فيها ومارسوها ضد الجنوبيين يتبين أن كل قصدهم من أصدار تلك الفتاوي التكفيرية التي لا يتورع عن ذكرها وترديدها صغير ولا كبير ولاسياسي ولا قيادي ولا شيخ ولا قبيلي إلا تشفى بها ضد الجنوبيين وتطلعاتهم الوطنية والحقوقية إلا من رحم الله ، هو فقط من أجل تمرير وتحقيق نزواتهم الدنيوية فقط السياسية والإقتصادية والعسكرية والقبلية ، لإن أصدار الفتوى الدينية وتعميمها على كل الشعب يعطيهم مبررات حسب ضنهم وأهوائهم في السيطرة على الرئاسة والسلطة وحصرها في أنفسهم وأولادهم ومشائخهم وقبيلتهم وتجارهم ، وفي الأعتداءات العسكرية والقتل والاعتقال والتخوين ، وفي السيطرة على الأرض والثروات ونهبها والإفساد بها ، وفي الأقتحامات الداخلية والتشويه بالسمعة وقتل النساء والأطفال .
فهم قد كانوا يصدرون فتاويهم الدينية التكفيرية ضد الجنوبيين في مراحل ومنعطفات سياسية وعسكرية فيها لم يخرج الجنوبيين عن إسلامهم ولا عن عقيدتهم الدينية الصحيحة والسليمة ، وكل ما في الامر هو دفاع الجنوبيين عن دينهم ووطنهم ودمائهم وأعراضهم وأنفسهم ، كما هو في مراحل دفاع الجنوبيين عن انفسهم ووطنهم في حرب 94 العدوانية ، وكما هو أثناء تشكيل فصائل المقاومة الجنوبية ضد قوى الاحتلال اليمني ، وكما هو أثناء مراحل نضال الحراك السلمي الجنوبي ، وكما هو أثناء دفاع الجنوبيين عن أنفسهم ضد الغزو الحوثي العفاشي ، وكما هو أثناء تشكيل كيان المجلس الانتقالي الجنوبي ، وكما هو عند إنشاء وتشكيل قوات الجنوب المسلحة (العمالقة والأحزمة والدعم والإسناد والصاعقة والعاصفة والنخب الحضرمية والشبوانية ) ، وكذلك أثناء استعداد الجنوبيين حماية البحار الإقليمية الجنوبية من القراصنة والإرهابيين .
هذا يعني أن جميع تلك الفتاوي الدينية التكقيرية التي أصدروها في مراحل ومنعطفات نضالية جنوبية حاسمة كل القصد منها امور دنيوية فقط ، السيطرة على أرض الجنوب وثرواته ونهبها وعدم السماح للجنوبيين في السيطرة على أرضهم واستعادة دولتهم المستقلة .

زر الذهاب إلى الأعلى