الخطوة القادمة إزاحة هادي
✍ محمد صالح عكاشة
عندما توغلت في عمق صدور الشباب ثورة الربيع الإخواني وباتت على وشك تحقيق هدفها
لم يكن أمامهم من بد لخداع الشباب وتصوير ماقاموا به أنها ثورة شبابية محضة كي يدرئوا عن انفسهم غش ميلهم لمناصرة الشباب ولكي يظل الشباب مخدوعين بوهم ثورة حملة اسمهم ولم يكن من بد أمامهم من القبول بالمتغيرات الطارئة ، كانوا يعلمون أن الغث قد خالط السمين فلعل يكون من أمر راكبيها خيرا وهذا مالم يكن فهمهم الأول كيف يمكن ازاحة نظام عفاش على أمل إصلاح الغث وظل الغث غثاء حرف مسار ثورتهم واجهضا في في مراحلها الأولى ..
يدرك الإخوان أن أي شخصية من رموزهم ينصبونها بدل عفاش لاشك ستفضحهم وسيتنبه الكثير من الشباب لهذه اللعبة ، لذا لزم الإخوان تكتيكات خاصة يلعبوا بها لاستمرار الخداع وحرف أهداف الثورة لمصلحتهم، لانقول كل الشباب في تلك الفترة يرغبون بالتغيير الجذري لكن الغالبية منهم فعلا حملوا حلم التغيير هؤلاء ضاعوا في متاهات الرعونة والعفونة الاخونجية فلم يبقى واضحا سوى بعض الحاملين لإيديولوجيا الإخوان العقائدية ، وهمدت جذوة الشباب المتقدة وماتت هممهم وسط المعمعة الاخونجية …
لم يجد الإخوان طريقة لإستمرار خداع الشباب إلا بالدفع بشخصية توافقية تستلم السلطة من عفاش إلى حين يتم لهم مرادهم ولعبت قطر دور البطولة بإيصال الشباب إلى الخديعة النهائية بنجاح ثورتهم فكان جسر الواسطة هو عبد ربه منصور هادي …
لكن عبد ربه جاء في الوهلة الأولى عنيدا يمكن الإصلاح من مقاليد الحكم ويزيح اتباع عفاش حتى تحالف عفاش مع خصوم الدهر الحوثيين ، هذه كانت القاصمة لثورة الإخوان فتداركوها بركوب موجة التحالفات السرية مع الحوثيين حتى لايفوتهم من متاع السلطة شيئا إذ ضنوا أن هادي لامحالة منتهي ، ثم جائت عاصفة الحزم وعندما رأوا أن حلف خصما الدهر حتما سينتهي حرفوا بوصلتهم إلى هادي مرة أخرى بتأييد عاصفة الحزم فمازالوا يلعبون على متناقضات ربيعهم الاخونجي والشيعي والدولة الاتحادية ومخرجات الحوار وقد كانوا على وشك وئده الى الابد …
تمكنوا من التغلغل في مؤسسات الدولة ومازالوا يحملون بيرق اليمن الاتحادي خديعة لا حبا وهم يتغلغلون في مناطق الوادي وبيحان بالصفة الحزبية ظاهرا حتى يقال ان لهم نفوذ وهذه الصفة تخدم الصفة القبلية كون مليشياتهم تخدم أهداف الهضبة الزيدية بإسم الجيش الوطني…
عندما لم يجدوا لهم قبول في وادي حضرموت وبيحان وافتضاح صفتهم الظاهرة بصفتهم المغلفة بالقبيلة لم تعد لديهم أي صفة أخرى يلعبون عليها ، أهدافهم تبلورت في الاستيلاء والنفوذ على موارد النفط والغاز ومناجم الذهب وليس لاستعادة الدولة المختطفة من قبل الحوثي..
أربع سنوات كثيرة ظن التحالف وتوهم بهم خيرا وهم يحفرون جرف هار للسعودية على وجه الخصوص لتقع في كبوة الغفلة التي لن تستيقض منها إلا بضرب اخونجي وشيعي في العمق السعودي..
الامور في مسار الافتضاح وستخرج مليشيات الإصلاح من وادي حضرموت وبيحان ومكيراس عاجلا وليس آجلا وسقوط مدي للإخوان على وشك الوقوع فالنتيجة القادمة المعدة سلفا هي ازاحة هادي بأي شكل حتى تؤول السلطة للإصلاح عبر علي محسن ..
محاولة عقد دورة مجلس النواب المتهالك في عدن أو حضرموت هو لأضفاء شرعية بقاء الوحدة الميتة وفيه يتم ازاحة هادي من المشهد كرئيس توافقي بإيعاز الفشل في قيادة الدولة وتنتهي الدراما الإخوانية السمجه بالتربع على السلطة بصورة شرعية وبها تنتهي تراجيديا ثورة سلمت رأيتها بكل يسر للإصلاح ويتم اللقاء الحميم بين البيتين المتحاربين كذبا وزورا الإخوان والحوثيين ويتقاسموا السلطة فيما بينهم…
فأين موقع رجال الجنوب من شرعية الإخوان القادمة إن ظلوا على حالة الاستغباء وكيف سيجدون أنفسهم بعد ازاحة هادي من الحكم…..