الأوطان لاتبنى بشاشات إلكترونية وشعارات وطنية
*كتب//يوسف الحزيبي*
-إن الوطنية اليوم أصبحت شعار يتغنى به المفسبكون في منشوراتهم والمتصفحون بمواقعهم الإلكترونية”من ما جعل مجتمعنا اليوم غائبا عن واقعه ” اصبح غالبية البشر اليوم متحدثون بإسم الوطن ويتغنون بشعار الوطنية وهم قاعدون في بيوتهم أو في خارج وطنهم واصبحوا دعاة السلام والبناء ودعاة الحق والإنسانية إلكترونيا فقط ولكنهم في الواقع تجدهم إما محصنون في بيوتهم ومقراتهم أو تجدهم في فنادق اللهو واللغو أو تجدهم في سينماء المراقص وقاعات الرفاهية وغيرها، وعندما تنظر إلى واقع مجتمعهم تجده في شاكلة لايرثى لها، يستوطن به صناع الشر وتحتويه آيادي الطمع والفساد، فهكذا اصبح مجتمعنا اليوم :
لقد أصبح المتحدثون اليوم بشعار الوطنية والنضال كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي، وقليلون على أرض الواقع،
اصبح غالبيتنا اليوم وطنيين في مواقعهم الإلكترونية ولكنهم على أرض الواقع منعكسون تماما””
كم من منشورات وكلمات يصدح بها من هم على منابر مواقع التواصل الاجتماعي بإسم الوطنية والوطن وكم من مشكلات تحل بواقعنا اليوم لخراب الوطن وطمس الهوية الوطنية.
لم نرى اليوم إلا الخطابات النارية التي تتعلق بسمات الوطن” ولكن كل ذلك ليس إلا أثر حبر يمر بسطور فارغة ليملؤها بكلمات شخصية لكل شخص أصبح له حديث وخطاب خاص للوطن،
حقيقة ندركها تماما اليوم أن :
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت ونضجت بشعارات الوطنية وقصص وحكايات النضال والتضحيات للأوطان”
ولكن واقع الوطن يدفن ببطئ قلت فيه الإنسانية وحورب به من يمتلك الوطنية الحقيقة، وشحت فيه المصداقية وضاعت به مكارم الأخلاق عند البعض”
اصبح الأخ عدوا لأخيه ذاك يتحدث عن الوطن لمصلحته الشخصية وذاك يتحدث عن الوطن ويعمل لإرادته الوطنية التي ترعرع عليها منذ الصغر”
كيف بنا اليوم أن نجعل من ماننثره في صفحاتنا نتائج تبنى من واقعنا !
هل لنا أن نعمل سويا من أجل الوطن ونجعل ما نتخاطب به أمام العالم هو ثمرة من ابداعاتنا في ارض الواقع بمجتمعنا؟
لاتبنى الأوطان بالشعارات وروابط المتصفحات.. ولكن الأوطان تبنى ببصمات الأيدي المتكاتفة على أرض الواقع، الأوطان تبنى برجالها وأجيالها ”
لا وجود لوطن صار شعبه ادوات الكترونية تختلف عن بعضها بشعارات عديدة’
ولكن وجود الوطن يبقى بجيله الصاعد والتماسك الذي يعمل ليل نهار من أجله ” وجود الوطن يكون بشعبه الواحد الذي يضع بصماته الموحدة على أرض الواقع لرفعته وبناؤه..،
أما الشعارات وروابط المتصفحات المختلفة ليس منها إلا ضياع للبلد وإستنزاف لعقول البشر.