صالح الضالعي يكتب.. قبل رحيله.. «حوات»: قم وا«طبازة» قم

صالح الضالعي
قم تلك الكلمة باللهجة الدارجة بمعناها انهض.. قالها ذات يوم الفقيد الراحل «حوات» الضالعي، الرجل السياسي الجنوبي الذي اتخذ من الجنون وسيلة مثلى لايصال رسالته الى شعب الجنوب بأن الاحتلال اليمني الفاجر والظالم والغشوم يعد ابشع احتلالا عرفته المعمورة.
نتحدث اليوم هنا عن قصة ليست من نسج الخيال، نسجت، وطبخت على نار هادئة للفت الانظار او للتحريض..انها قصة حقيقية تدور احداثها بين قائد ضالعي جنوبي انتزعت روحه على يدي ابناء الاحتلال اليمني،انه الشهيد القائد/العميد/ محسن طبازة، ومواطن جنوبي يدعى «حوات»، الفقيد المسيس الذي اتخذ من طريقة الجنون طريقا لايصال ابلغ عباراته الشهيرة والتي كان يتناقلها الناس قبل مماته
الشهيد القائد العميد /الركن / محسن طبازة، والذي عرف بشجاعته واقدامه على الحسم للقضايا المستعصية لدى المواطن الضالعي، راس النظام اليمني وباسلوبه الخبيث كانت اعينه تتجه صوب اصحاب الكلمة المسموعة والمؤثرة لدى المواطن الجنوبي، وبهكذا استطاعت اقناع الشهيد القائد« محسن طبازة» بالعودة الى عمله في اطار الجيش اليمني المحتل، واسندت له مهام قيادية في الفرقة الاولى مدرع التي كانت تخضع لجنرال الارهاب اليمني «علي محسن الاحمر»، وحينما اندلعت المواجهات بين الجيش اليمني ومليشيات الرافضة في صعدة اليمنية 2004م، والتي تخللها بروفات حربية وفي جولات وصولات لاكثر من«6» وعدم استطاعت القوات الحكومية حينها من حسمها، فما كان من راس النظام اليمني الا تكليف القيادات الجنوبية والمعززة بالجند من ابناء الجلدة بتكليفها لادارة المعارك هنا وهناك، واذكر هنا ابرز القيادات الجنوبية منها: الشهيد القائد «جواس»، واللواء الركن /فضل حسن، قائد المنطقة الرابعة عدن في وقتنا الحاضر، والشهيد القائد /محسن طبازة، والذي استشهد في عملية وصفت بالغادرة في منطقة بعد ان تم احتلالها، ليتفاجى باوامر تصدر له بسحب قواته والعودة الى وضعه السابق، فما كان منه الا تنفيذ الاوامر العسكرية والانسحاب، وبحسب رواية افراد وضباط جنوبيين يتبعون الشهيد القائد، وممن عاصروا الحدث: بعد انسحابنا ووصولنا نقطتنا الاولى، استلم الشهيد القائد/ محسن طبازة اوامر اخرى بالعودة لاحتلال التبة في المنطقة، وبينما كنا في طريقنا للعودة اليها تم قنص الشهيد القائد/ محسن طبازة، وبذلك خيم علينا الحزن واهتزت معنوياتنا على قائدنا البطل، ولكننا لم نستسلم ولم نرتعش، بل اخذتنا الحمية لنثأر لقائدنا، وفي معركة حامية الوطيس خضناها مع رافضة العصر اليمنية، تم الانتقام والرد الصاع صاعين، وتم استعادة التبة وطرد الروافض الذين فروا من النزال معنا كالجرذان المذعورة.
تلك هى اقصوصة بطل وابطال ابناء الجنوب ووقائع حدثت في ميزان معارك داخل الاراضي اليمنية، استطاع الجنوبيين تحقيق انتصارات عسكرية جمة، وعلى لسان قيادات رافضية والمانحة شهاداتها لشجاعة وبسالة ابطال الجنوب، اذ قالت: لولاء ابناء الجنوب كان باستطاعتنا اسقاط محافظة صعدة في الحرب الاولى، وبذلك فان تاخرنا عن تحريرها يعود لثبات وصلابة الجنوبيين الذي استغلهم نظام صنعاء لقتالنا بعد انهيار قواته
اسشتهد القائد/ العميد الركن /محسن طبازة، وشاع الخبر كل ارجاء الضالع بصفة خاصة، والجنوب واليمن بصفة عامة، حمل جثمانه الى مسقط راسه الضالع ودفن فيها.. كان الفقيد حوات الضالعي المجنون حاضرا اثناء تشييع جنازة الشهيد القائد، استمرت المعارك بين المليشيات الرافضية الحوثية والقوات الحكومية اليمنية، بين هدن واستئناف، كان عنصر المفاجأة حاضرا، ذلك حينما خضعت الساحات في صنعاء وتعز وبعض المدن اليمنية الاخرى للانتفاضات المطالبة في رحيل راس النظام اليمني، اذ انها افسحت للرافضة الحوثية اسقاط عاصمة محافظة صعدة، وفي غمضة عين وبقدرة قادر تحولت القوات الحكومية التي كانت تقاتل الجماعة الى قوات تاتمر باوامرها واينما امرتها ان تتجه تسمع وتطيع وتنفذ
المجنون الضالعي حوات عليه رحمة الله تغشاه وبعقليته الناضجة والمتتبعة للاحداث، كرجل فطن وكيس، اراد ايصال رسالة لابناء الضالع بصفة خاصة، وابناء الجنوب بشكل عام، بان لاامن ولا امان، ولا ثقة، لقوم خبر عنهم بانهم غدارون، أراد الفقيد الراحل «حوات» ان يعبر عن حزنه العميق لتضحيات ابناء الجنوب التي ذهبت سدى، في حرب خاسرة تكللت بتسليم الرافضة الراية اليمنية لتخوض حربا قادمة مع ابناء الجنوب، وهذا ماحدث فعلاً
ذهب «حوات» الى قبر الشهيد القائد/ محسن طبازة، بعد ترحمه عليه، فقال قولته المشهورة (قم واطبازة قم بعد ان قتلوك تصالحوا)، حقا ايها المجنون الضالعي« حوات»، لقد قلت كلمتك التاريخية المسجلة في صفحات التاريخ، وها نحن اليوم نخوض نزالنا مع هذه الجماعة الرافضية الحوثية وربيباتها اكانت الاخوانية او الفصائل والاحزاب اليمنية المختلفة بكل الوانها واطيافها السياسية المجمعة على ان الجنوب كفارا وملاحدة وشيوعيين ودواعش وقاعدة وارهابيين، الجميع على الجنوبيين مجمعيين حتى وإن تقاتلوا وتناحروا، فلا تصدقوهم انهم قوم يفجرون