اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

تعرف على رئيس حكومة اسرائيل الذي قال: “هذا خراب الهيكل الثالث”..استحضارنبوءة قديمة عن زوال الممالك اليهودية

 

النقابي الجنوبي /صالح الضالعي

افاقت رئيسة وزراء اسرائيل على نباء صادم مفاده عبور الجيش المصري خط بارليف وذلك في عام 1973م، واعدت تلك المعركة بين الجيش المصري والاسرائيلي هى الاولى من حيث حسم المعركة من قبل الجيش المصري، الامر الذي جعل قادة الجيش الإسرائيلي خارج عن نطاق الخدمة، اذكانت الصدمة غير متوقعة وافقدتهم الصواب.

لولاء تدخل امريكا وبناء جسر جوي لامحدود لكانت اسرائيل في خبر كان، يقول وزير الدفاع المصري السابق، كانت «تل ابيب» تحت خط النيران وكان باستطاعتنا اسقاطها خلال يوم واحد فقط لولاء التدخل الامريكي المباشر.

من جانبها وفي معرض ردها الهستيري على خسائر اليومين الأولين من حرب أكتوبر 1973، عبرت رئيسة الوزراء غولدا مائير عن خوفها بالقول “هذا خراب الهيكل الثالث”، مستحضرة نبوءة قديمة عن زوال الممالك اليهودية.

وتؤمن أغلبية القيادات الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلي بلعنة عقد الثمانين، حيث تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن أغلبية ممالك بني إسرائيل بعد النبي سليمان انهارت خلال العقد الثامن، فيما سيحل هذا العقد الثامن سنة 2027، أي أن عمر إسرائيل لن يدوم أكثر من 80 عاما وسيكون قبل 14 مايو/أيار 2028، إذ تأسست إسرائيل يوم 14 مايو/أيار 1948.

ويشير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك نفسه إلى ذلك بقوله في مقال نشر له بصحيفة يديعوت أحرونوت “على مر التاريخ اليهودي لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، ويتوجب استخلاص العبر من التشرذم والانقسام اللذين عصفا بممالك اليهود السابقة، والتي بدأت بالاندثار على أعتاب العقد الثامن”.

وإذا كانت هذه النبوءة تعيد الانهيار إلى أسباب داخلية فإن الأزمة غير المسبوقة التي تشهدها المؤسسات الإسرائيلية في ظل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة والانقسام غير المسبوق في المجتمع الإسرائيلي وحالة التوتر والإحباط والخشية من “تفكك الهوية” والقلق الوجودي، إضافة إلى الحرب بمفاعيلها غير المسبوقة تدفع الإسرائيليين إلى البحث عن ملاذات أخرى آمنة، ومن المرجح أن ترتفع موجات الهجرات العكسية بوتيرة غير مسبوقة بناء على تلك النبوءات التي تثير رعب الإسرائيليين والتي يعززها الواقع.

ويشير الباحث الفلسطيني جورج كرزم في كتابه “الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين” الصادر عام 2018 إلى أن “أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين قد أعلنوا في ظروف سلمية أنهم يفكرون بترك إسرائيل، وأن نحو 70% من الإسرائيليين يتوجهون للحصول على جنسية أخرى أو فكروا في ذلك”.

أما في ظروف الحرب -مثل التي تجري حاليا- أو في ظروف مواجهة طويلة الأمد مع إسرائيل وفقدان أسباب البقاء فإن هذا العدد سيتضاعف، وفي حال نفّذ نصف العدد المذكور فكرتهم في الهجرة العكسية فإن إسرائيل ستفقد عمليا ربع سكانها على الأقل، مما يعني تآكل إسرائيل وتفوق عدد السكان العرب تدريجيا بفعل الزيادة السكانية المرتفعة لديهم.

وقد نجحت عملية “طوفان الأقصى” -كما كل الحروب السابقة- في كشف عوامل القصور والضعف في بنية إسرائيل بتهشيم الواجهة الهشة التي كانت تعتمد عليها، وبفعل صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري العسكرية وتفاقم المشاكل الداخلية ونزيف الهجرة العكسية تذهب إسرائيل إلى الفراغ، فلا استقرار ولا أمن ولا ازدهار يدعو للبقاء، وفي ذلك زيادة لعوامل الانهيار الداخلي لبنية وجودها الأساسية.

يذكر بأن جولدا مائير تعد رابع شخصية تتقلد رئاسة الحكومة الإسرائيلية وذلك منذ عام 1969وحتى عام 1974م

زر الذهاب إلى الأعلى