اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

ثورة 14 أكتوبر شمس الجنوب الساطعة 

 

النقابي الجنوبي / خاص

كتبت / إنتصار زربة 

أحتفل ابناء الجنوب بمناسبة الذكرى ال60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة ، ورسموا لوحة وطنية بهذه المناسبة العظيمة . مجسدين روح الإخاء والتسامح في رص صفوفهم تحت سقف واحد وراية واحدة. 

اجتمعوا فرحين بعيد ثورتهم الستين ، والتي تعد ملحمة تاريخية في حياة الشعب الجنوبي الذي لم يستكن يوما في جوف ليل غاصب ، تسمع وقع أقدام المستعمر وهو يجوس الديار، فيبطش بهذا ويجور على ذاك ويصادر حرية آخرين. 

فقد ظلت الجنوب ثائرة تناضل لاسترداد حقها في العيش الكريم وعاشت دولة الجنوب قرن ونيف من الزمن تحت وطأة الظلم والطغيان والفقر والجهل والمرض . 

عانى الشعب الجنوبي كثيرا من الاستعمار البغيض ، حيث  ادخله في دهاليز مظلمة منذ العام 1839 عندما خطط المستعمر الانجليزي في احتلاله بحجة وتحت ذريعة أن الصيادين استولوا على سفينة (داريا دولت ) التي رست في مياه عدن فأرسل القبطان هينس للسلطان العبدلي سلطان عدن ولحج بأن يردوا الصيادين الممتلكات التي استولوا عليها فما كان من السلطان العبدلي التسليم بعد صفقة تضمن بقاءه في الحكم وهكذا تمت عملية المقايضة والمصالح بين الاطراف الطامعة باستيلاء الإنجليز على عدن وتلتها باقي الأراضي الجنوبية. 

وظل الاحتلال الإنجليزي جاثما 129 عام اتبع خلالها المستعمر البغيض كل أساليب القمع والتنكيل بأبناء الجنوب وزاد واستخدم (سياسة فرق تسد ) وهو قيام المستعمر بزرع الفتن بين القبائل الجنوبية حتى يتم لهيهم في صراعات مع بعضهم البعض ، وهي في الأساس مشكلات مفتعلة الهدف منها اطاله احتلال المستعمر للجنوب فكلما كان أبناء الجنوب عامة والقبائل خاصة متفرقين سيضمن بقاءه في حكمهم .

وقد تنبه الاحرار المناضلين لسياسة الاستعمار التي نهبت ثرواته وشكلوا جبهات وطنية سبقت ثورة 14 أكتوبر وسقط العديد من الشهداء ، وفي تلك الأثناء وقف عدد من الثوار إلى جانب الأشقاء في الشمال يحاربون معهم ضد الإمامة ،  وعلى رأسهم راجح بن غالب لبوزة وبعد عودتهم إلى الجنوب  تكللت اولى بوادر الثورة بالنجاح في 14 أكتوبر عام 1963م والتي اندلعت شرارتها من جبال ردفان الشماء وسقط في مقدمة الشهداء راجح بن غالب لبوزة وتلاه  آخرون ودارت معارك شرسة بين المناضلين الاحرار ، الذين لايملكون السلاح والعتاد مقارنة مع سلاح الدولة العظمى التي لاتغيب عنها الشمس . 

وتوجت تلك التضحيات الجسيمة بنجاح ثورة 14 أكتوبر المجيدة ،  التي بزغت  كالشمس بنورها الساطع ،بددت ظلام الليل الدامس ، وغطت بدفئها الوطن وسطرت اكبر مشوار في التاريخ النضالي ، ورسم الثوار مبادئ وأهداف ثورتهم الاكتوبرية في القضاء على الاستعمار ، والخلاص من حكم السلاطين ، والحفاظ على وحدة الجنوب ، وإقامة العدالة الاجتماعية ، وقد اتسمت هذه الأهداف بالشمول في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية . 

وكانت ثورة عربية بكل المقاييس ، مثل باقي الدول العربية التواقة للحرية والاستقلال . والتي انتفضت تكافح من أجل أوطانها ضد المحتلين . وبعد كفاح طويل انتصرت الثورة ونال الجنوب استقلاله في 30 نوفمبر عام 1967م واستطاعت  دولة الجنوب تأسيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، التي حققت اهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة وارست دولة النظام والقانون وبناء جيش وطني قوي لحماية ثوابت وأهداف الثورة ، التي من اجلها ضحى العديد من المناضلين الاحرار فداء لوطنهم الجنوب ، وتحققت العدالة والمساواة الاجتماعية بين فئات المجتمع ، وبنيت مؤسسات الدولة في كافة المجالات ، ودخلت الجنوب التاريخ من أوسع أبوابه ، بأنها دولة فريدة حققت نجاحات يشار إليها بالبنان وأصبحت الدولة السباقة في عدد من المجالات دولة البناء والانجازات التاريخية ذاع صيتها أرجاء العالم .

نعم انها دولة الجنوب دولة ذات تاريخ وحضارة وانسان ، ظل عبر الزمن نبراسا في القيم والمبادئ مستندا عقيدته من الدين الإسلامي الحنيف ، عربي الهوية اصيل ذا مواقف اخوية ، ينصر المظلوم ويقف مواقف الشجعان وقت الصعاب والمحن ويحبط المؤامرات والخطط مهما كانت حدتها ، ورغم معاناته استطاع التغلب  وها هو مازال يواجه بكل صمود كل القوى المتربصة بالامن والاستقرار ، وهاهي الانتصارات رغم الحرب بما فيها الاقتصادية  إلا أنه انتصر تغمد الله شهدائنا الابرار ، وهنيئا للجنوب وكل عام وانتم بخير .

زر الذهاب إلى الأعلى