اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

أنصار الوحدة تجاهلوا أكتوبر… وراقبوا الجنوب!

 

كتب / رائد عفيف

في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، غاب أكثر من يدّعون الدفاع عن “الوحدة” وكأن المناسبة لا تعنيهم. لا منشورات، لا تهاني، لا خطابات من رموزهم، وحتى الصورة الأرشيفية التي اعتدناها ظهرت يتيمة، وكأنها وُضعت على استحياء لتسدّ الفراغ لا أكثر.

أولئك الذين لم يتوقفوا عن إغراقنا بخطاباتهم طوال السنوات الماضية، يكررون فيها حرصهم المزعوم على “عدم تمزيق الوطن”، احتفلوا بثورة 26 سبتمبر من خارج البلاد بكل حماس، لكن عندما حلّت ذكرى ثورة 14 أكتوبر، اختفوا فجأة. لا حرص، لا مواقف، فقط أبواق تراقب احتفالات أبناء الجنوب، وتنسخ المقاطع، وتتلاعب بالأصوات والمشاهد لتشويه القيادة الجنوبية والمجلس الانتقالي بطريقة مفضوحة ومكشوفة، وكأنهم في مهمة تشويش لا احتفال.

من يدّعي الدفاع عن الوحدة ولا يحتفل بأكتوبر، يشبه من يتغنّى بالوفاء وينسى عيد الأم، أو من يطالب بالعدالة وهو لا يعرف تاريخ الثورة.
الوحدة ليست شعارًا يُرفع عند اللزوم، بل موقف يُختبر في اللحظات المفصلية. وأكتوبر هو لحظة مفصلية بامتياز.

المفارقة الساخرة أن من يُتهم بالانفصال احتفل، ومن يتغنّى بالوحدة تجاهلها.
هي ثورتنا ولا تعنيهم.
وأكتوبر لا ينتظر تصفيقهم، ولا يحتاج إلى منشوراتهم. هو باقٍ كحقيقة ناصعة، يفضح التناقضات، ويكشف من يؤمن بالوحدة فعلًا، ومن يستخدمها كيافطة مؤقتة.

زر الذهاب إلى الأعلى