مسؤول في الحكومة.. هل همنا إستمرار المرتبات بالعملة الأجنبية أم الإصلاحات الإقتصادية ؟

النقابي الجنوبي / خاص
== ياسر الصيوعي ===
الشعب هو القربان الذي نتقرب به في كل مرةٍ إلى الإخوة الأشقاء من أجل استجداء مساعداتٍ أو وديعة مالية لإجراء إصلاحات إقتصادية وخدمية عامة .والهدف مغلوط.
وبسخاءٍ معتاد لم يقصر الإخوة الأشقاء في كل مرةٍ ولم يتوانوا بالعطاء والتضحية من أجل إخوانهم في بلادنا رغم ما يشعرون به بعدم وفاء ومصداقية من قبل الحكومة الشرعية .
قدمت المملكة العربية السعودية مشكورة في المرة الأخيرة (لشعب بلادنا ) وديعةً مالية سخية بمقدار مليار وربع المليار دولار تقريباً.
تلك الوديعة كانت مشروطة بخطة إصلاحية للوضع اليمني وإخراج القيادة وحكومة بلادنا والبنك المركزي من وضعٍ حرج أمام الشعب وانتشال الحلول الإقتصادية من بين ركام الإشكاليات والخدمات المنعدمة والمتردية.
فبعد توقف تصدير النفط وضرب ميناء الضبة من قبل الجماعة الحوثية .الذي أودى إلى توقف نسبي للمرتبات بالعملة الأجنبية الخاصة بأعضاء الوزارات والمطايا الإعلامية والحزبية وتعثر مرتبات منسوبي المؤسسة العسكرية والتعليمية والصحية أهل الحق والاستحقاق على رغم تدني قيمة الأجور والمرتبات الرسمية .
حشدت القيادة السياسية والحكومة كل طاقاتها من أجل إقناع الأشقاء بمنحة أو وديعة مالية وهو ما تم بالفعل .
شهد العالم أجمع على ذلك العطاء السخي والمتكرر وهو يرى ويسمع الحكومة اليمنية وبيانات الشكر للقيادة الكريمة في المملكة العربية السعودية بعد تسلمه لتلك الوديعة المالية.
والانفاق أن تقوم الحكومة بما يجب عليها إزاء شعبها ووطنها الجريح من إصلاحات إقتصادية وخدمية .
…
فهل تم ذلك وتمت تلك الإصلاحات بعد إستجابة الأشقاء لذلك الإستجداء وتقديمهم شرط الإصلاحات مقابل الدعم والعطاء؟
فعلاً فقد تمت المعالجات والإصلاحات لما هو همنا الفعلي وليس ماهو مزمع ومعلن أمام العالم والشعب
فلم تتجاوز أمرين لا ثالث لهما.
١/ ★إصلاح وضع القيادة وحكومة بلادنا بتجدد ضخ وصرف المرتبات بالعملة الأجنبية.
٢/★تقاسم المبالغ المشروطة لبعض المسؤولين والمطالبين بالدعم ومن قام بإعداد خطة صورية بإصلاحات إقتصادية مقنعة لمغالطة أنفسنا أمام وعلى حساب شعبنا التي كاد أن يكون عليها عند تقاسمها الإقتتال.
ولا تزال المماطلة من قبلنا تجاه الداعمين عن تقديم تقرير فيما تم من إصلاحات حسب الخطط الصورية المقدمة والتعهدات المبرمة . فأين وجه الحياء ؟
ولكن الحال .. يادار ما دخلش نار
أو على قول القائل..
أنا رب أولادي وللشعب ربٌ يحميه ويغنيه .
الخلاصة وبمنتهى البساطة .
لا حياء في الإستجداء ولا وفاء تجاه العطاء ولا أهمية لتلك الإصلاحات المزعومة إنما هي قرابين يتقرب بها القائمون على المعبد ودعاؤهم .
اللهم علينا لا حوالينا ومحرابنا لا مصلينا وأفقر الشعب حتى تلجأهُ العازةُ إلينا وإذا لم تستحي فاصنع ما شئت.
فلا عملة يمنية استقرت ولا كهرباء اشتغلت ولا مشاريع نفذت ولا مرتبات مستحقين دُفعت …!!
وهُنا يدرك المواطن كم هي مسافة البون الشاسع التي تفصل بينه وبين وطنٍ ضائع .
أصبح بضاعة بيع في سوق النخاسة ( الساسة ).
ويعرف أيضاً ماهي أهداف ذوي القرارات السيادية من وظائفهم وهل هو الوطن الأهم أمامهم أم مصالحهم ومصالح أبنائهم.؟
وسيعرف المواطن يوماً ما أن تلك المناشدات والمطالبات للمجتمع الدولي بالضغط على العصابات الانقلابية للانصياع للسلام والسماح بتصدير النفط والموارد السيادية لم تكن من أجل إصلاحات حكومية للمؤسسات الإقتصادية والخدمية .
بل هي من أجل ومن أجل فقط دفع المرتبات لنا معشر القيادات الحكومية وبعض الأبواق الإعلامية والمكونات الحزبية والتكتلات السياسية بالعملة الأجنبية وليس هناك أدنى شعور بالمسؤولية أمام شعبٍ أماته الفقر وإنعدام أبسط الحقوق الإنسانية.
ولو كان همنا الوطن والمواطن وهزيمة وكسر جماح عدونا الإنقلابي لأحيينا في مناطقنا المحررة قوام الدولة المدنية المنشودة والمثالية.
ولأقبل المواطن إلينا وناهض الميليشيات في كل بقعة يمنية من تلقاء نفسه دام هناك دولةٌ يأوي إليها من بطش العصابة الحوثية . وهذه أهم نقطة مفصلية يجب أن ندركها معشر الشرعية .
والواقع هو الذي يقول ذلك..
ونطلب منك المسامحة فالمسامح كريم أيها الشعب اليمني العظيم.
ياسر الصيوعي
مستشار وزير السياحة