اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.!

كتب/ م. يحيى حسين نقيب

قال الامام الشافعي رحمة اللَّه تغشاه (احب الصالحين ولست منهم)
هذا تواضع جم لشيخ الإسلام الامام الشافعي حاشاه اللَّه ألا يكون من الصالحين .
وانا اقول: ( احب السلفيين وانا منهم واليهم )

وانا من هنا وبعد هذا الاستهلال أوجه رسالة لاخواننا واحبتنا السلفيين ( كل أبناء الجنوب سُنَّة وعلى نهج السلف الصالح) حول مواقف الكثير منهم من محيطهم وحاضنتهم الدينية والاجتماعية والذي انعكس على تشكيل وجهات نظر متباينة عنهم على الرغم من ثقة عامة الناس فيهم ونظرة الناس إليهم كمنقذين من الفساد المستشري الذي انتشر في البر والبحر. رسالتي رسالة محب ونقد بَنَّاء لغرض تلافي الهفوات العالقة وإصلاح ذات البين.. لما يبدر من كثير منهم وسلوك معظم طلاب العلم المتمثل في عزلتهم عن المجتمع واستخدام مبدأ المقاطعة والهجر لمن لا يأتي معهم على كل ما هم عليه فاتسمت معاملاتهم مع الآخرين : بسمة القسوة ، ومقابلة الناس بوجوه مكفهرة مقلوبة تخلو من ملامح الرضى والإبتسامة ، وكذلك حدَّة في الكلام والتخاطب، وتعالي وطعن في دين وأخلاق الآخرين من السلفيين لأبسط الأسباب .! فظهرت الفرق والجماعات والمساجد والمراكز الخاصة بكل جماعة .
اتخذوا تلك السلوكيات السلبية بدلًا عن التسامح والتواضع والرحمة والدعوة بالكلمة الطيبة والدفع بالتي هي أحسن وبالقدوة الحسنة
متجاهلين لقول اللَّه تعالى مخاطبًا رسوله الكريم صلَّى اللَّه عليه وسلم الذي أُنزلت عليه الرسالة وخصهُ اللَّه بدعوة عباده إلى اللَّه :
{ فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ } (١٥٩) آل عمران . كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم رحيم يتعامل بالرحمة والصفح والنصيحة والتوجيه والتربية والاقناع حتى مع غير من آمنوا به واتبعوه من الكفار .

بالإضافة إلى أن الكثير من اخواننا واحبتنا في اللَّه من السلفيين ( وكلنا أبناء الجنوب سنيين وعلى نهج السلف الصالح كما أسلفت ) يتجاهلين أحاديث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم في الرحمة والتراحم ومحبة الخير للآخرين والتواصل معهم وعدم المقاطعة والنهي عن الفجور في الخصام .
وهي أحاديث كثيرة .
وعلى سبيل المثال لا الحصر :

قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم:*(لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه .)

وحديثه صلَّى اللَّه عليه وسلم في فضل خروج المعتكف في المسجد في رمضان لقضاء حاجة أخيه افضل من البقاء معتكفًا يصلي ويسبَّح ويدعو ويتلو القرآن ويتقرب إلى اللَّه …
( قال رسول اللَّه ﷺ: لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا)

وحديثه صلَّى اللَّه عليه وسلم عن الأم التي فقدت ابنها أثناء ما كانت في السبي فوجدته فجأة وقامت بارضاعة أمام الناس وكإن لم يكن أحدًا يراها من شدة فرحتها بلقاء طفلها ومن شدة خوفها عليه من أن يكون قد أصابه الجوع والعطش.
فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم لأصحابه إن اللَّه ارحم بكم من رحمة هذه الأم لولدها .

( أنَّ امرأةً كانت في السَّبي فقدتْ طفلًا لها، فوجدتْ طفلَها في السَّبي فعرفت أنه ولدها، فأخذتهُ تُرضعه، فقال لهم النبيُّ ﷺ: أترون هذه طارحةً ولدها في النار؟ قالوا: لا، قال: فالله أرحم بعباده من هذه بولدها يعني: بعباده المتقين له.)

وحديث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم في واقعة هجرته الأولى إلى الطائف ليدعوهم إلى دين اللَّه فسلَّط عليه الكفار أطفالهم والسفهاء منهم ومجانينهم ليطردوه من المدينة ورجموه حتى أدمت قدميه الشريفتين فكان من اسوأ ايام رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم فنزل عليه جبريل عليه السلام ومعه ملك الجبال الذي قال لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم لو اردت لاطبق عليهم الاخشبين (جبلين عظيمين) . فرفض رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم الرحيم بالناس على الرغم أنهم كانوا قد اذوه أعظم اذيَّة كذَّبوه وطردوه ورجموه قال عليه الصلاة والسلام لعله يخرج من اصلابهم من يعبدون اللَّه..!!
*(فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يُخرج اللَّه من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا، متفق عليه.)

فاين اخواننا واحبتنا في اللَّه السلفيين من قول اللَّه تعالى ومن أحاديث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم ومن سلوك وأخلاق وعمل صحابة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم رضوان اللَّه عليهم أجمعين ومن أخلاق وسلوك علماء ومشايخ الإسلام ( السلف الصالح) الأوائل من نشر التراحم والمودة والتلطَّف واللين في التخاطب مع الناس .
واينهما من احاديث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم في افشاء السلام وعدم الهجر والمقاطعة:
(أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنةَ بسلام،).

إفشاء السلام بين المسلمين سبب من أسباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة.

وثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) هكذا ثبت في الصحيحين خيرهما الذي يبدأ بالسلام فليس له أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام لا يزوره ولا يكلمه، إلَّا إذا كان هجره له من أجل إظهاره المعاصي، فمن أظهر المعاصي يستحق الهجر فهل هناك من يظهرون المعاصي من الفرق والجماعات السلفية هذه الأيام !؟ ومن غير اظهار المعاصي لا يجوز أن تهجر اخوك المسلم وإن كانت هناك بينكما مشكلة دنيوية ،
نسأل اللَّه السلامة للجميع في العقل والدين والعقيدة ..

محبكم في اللَّه
م.يحيى حسين نقيب
3/سبتمبر/2025م

زر الذهاب إلى الأعلى