د. علوي بن فريد يكتب “كفى تضليلاً.. ردًّا على فتحي بن لزرق”

د. علوي عمر بن فريد
كمواطن من أبناء الجنوب ليست لي وظيفة رسمية ولا أنتمي لأي حزب سياسي ولا مصلحة شخصية وأعيش خارج وطني منذ سنوات طويلة وخرجت قسرا من حكم النظام الماركسي الذي ضيع البلاد وأهلها وأدخلنا في أنفاق مظلمة وفشل في إقامة نظام واقعي معتدل في الجنوب منذ هيمنته على الجنوب بمساعدة رفاقه في موسكو ومنظومة حلف وارسو، وأود أن أوضح بعض الحقائق التي لا يمكن القفز عليها أو طمسها تحت غبار العبارات الشعبوية مثل “الباب يفوّت جمل”، فالكلمات وحدها لا تصنع عدلًا ولا تمحو مآسي الشعوب.
أولًا، حديثك عن سيطرة الجنوب على أراضيه منذ عشر سنوات هو تجاهل صريح لتاريخٍ دام أكثر من أربعين عامًا، تم فيها نهب ثروات الجنوب، وتهميش كوادره، وإقصاء شعبه، وتسخير مقدراته لصالح قوى متنفذة من اليمن، تحت غطاء “الوحدة” التي لم تكن عادلة في يوم من الأيام وكانت عنصرية همجية هدفها الأول والأخير هو إذلال وسحق المواطن الجنوبي !!
دعنا نعود قليلًا إلى الوراء:
• منذ 1990 وحتى اليوم، لم تكن الوحدة شراكة حقيقية، بل عملية ضم وإلحاق، بدأها نظام صنعاء بالقوة العسكرية في صيف 1994، عندما تم اجتياح الجنوب بالدبابات والطائرات، ومصادرة كل مؤسساته.
• الكوادر الجنوبية تم طردها من المؤسسات العسكرية والمدنية، وأحيلت قسرًا إلى التقاعد، في حين أن المناصب والمفاصل السيادية كانت وما زالت حكرًا على أبناء الشمال.
• الثروات النفطية والغازية من شبوة وحضرموت ذهبت إلى صنعاء، بينما كانت عدن تغرق في الظلام، وميناءها مغلق لصالح موانئ الشمال، وأهلها في طوابير البنزين والماء.
• الجبايات والموانئ والمنافذ، منذ حرب 2015، وإن بدت تحت إدارة جنوبية، فهي تعمل في ظل تحالفات إقليمية ودولية وتحت وصاية غير مباشرة، والجنوبيون ما زالوا يعانون اقتصاديًا واجتماعيًا، ويقاتلون على جبهات عديدة فقط لكي يثبتوا حقهم في إدارة أرضهم,
ثانيًا، عن مسألة الابتزاز:
لا أحد يبتز، ولكن من حق أي شعب أن يطالب بحقوقه المشروعة في تقرير المصير. هذا حق قانوني مكفول في المواثيق الدولية. وإن كانت الوحدة قد أصبحت أداة ضغط سياسي وابتزاز من الطرف الآخر، فنحن من يجب أن نرفع الصوت لنقول: كفى عبثًا باسم “الوحدة”.
ثالثًا، عن الواقع الذي تتحدث عنه:
نعم، هناك حضور للقوى الجنوبية في المشهد، ولكنها ليست سلطة كاملة السيادة، بل سلطة منازَعة بين أطراف متعددة، في ظل حصار اقتصادي وخدماتي، وإعلام معادٍ، وتحريض مستمر ضد أي مشروع جنوب حتى أن نظام صنعاء بشقيه القديم والجديد لا فرق بينهما ف العين على الجنوب ونهبه لصالح نظامك في صنعاء !!
رابعًا، عن سؤال: ماذا ستضيف الدولة الجنوبية الجديدة؟
الدولة الجنوبية ستعيد الحق لأهله. ستعيد بناء مؤسساتها بأيدي أبنائها. ستضع ثرواتها في خدمة شعبها، لا في خدمة نخب سياسية وعسكرية فاسدة في صنعاء. ستحكم بإرادة شعبها لا بإملاءات من نُصِّبوا أوصياء عليها في اتفاقات لم يُستفتَ عليها الجنوب.
في الختام:
لسنا بحاجة لإذن من أحد لنعلن ما نراه حقًّا. لسنا نطلب صدقة سياسية أو خطاب تفويض. الجنوب له قضية عادلة، ولن تسقط بقوة الإعلام أو بالعبارات الانفعالية.
إذا كنتم ترون أن الوحدة كانت “شمسًا”، فبالنسبة لنا لم تكن إلا ظلامًا دامسًا وكما يقول المثل الجنوبي الجهر ولا العمى ونحن أحق منكم في إدارة مواردنا وقد سبقناكم بعشرات السنين ولكن الحمقى وكل قصيري النظر هم من هذه الأنفاق المظلمة التي نحاول الخروج منها حتى اليوم !!! .
ومع ذلك، نقول: نحن نطالب بحل سلمي وعادل لقضيتنا، ولن نخضع لابتزاز عكسي من نوع جديد.
كفى تزييفًا للواقع، وكفى تضليلاً باسم الوحدة.
ونحن – أبناء الجنوب – لسنا طارئين أو مثلكم دخلاء على أرضنا، بل نحن أبناؤها، وسندافع عن حقنا بكل الطرق المشروعة.
د .علوي عمر بن فريد
22 مايو 2025