مرحلة التفاوض خارجيا.

عادل العبيدي
المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي يعيش اليوم مرحلته النضالية السياسية التفاوضية (مرحلة التفاوض خارجيا) من أجل استعادة دولة الجنوب المستقلة والاعتراف بها ، في هذه المرحلة يتطلب من الشعب الجنوبي ومن المكونات السياسية وجميع النقابات والشخصيات الاجتماعية والقوات المسلحة الجنوبية تعزيز موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الثابت على مبادئه الوطنية مبادئ الحرية والاستقلال واستعادة السيادة الجنوبية.
في هذه المرحلة وبمشارفة السعودية على عزمها إنهاء حرب عاصفة الحزم التي قامت ضد الإنقلاب الحوثي ومحاولة التوصل إلى إيجاد حلول سياسية شاملة للحرب في اليمن باعتراف المجتمعين الإقليمي والدولي فأنه يتوجب على المجلس الانتقالي الجنوبي عدم الرضوخ لأي من تلك الضغوطات التي تمارس ضده من أجل التنازل عن المبادئ والثوابت الوطنية النضالية الجنوبية حتى ولو كان ذلك مؤقتا ، فدول التحالف وهي تحاول التوصل إلى حلول سياسية شاملة للحرب في اليمن بمشاركة جميع المكونات والكيانات السياسية المتصارعة على الساحة اليمنية تريد فرض تلك التسويات في إطار دولة يمنية واحدة ، وإذا وافق المجلس الانتقالي الجنوبي المشاركة والموافقة على مثل تلك التسويات ويكون احد المكونات السياسية إلى جانب مكونات الإخوان وعفاش والحوثيين ومختلف المكونات الآخرى في تشكيل مجلس رئاسة واحد فإن هذه المشاركة والموافقة من قبل الانتقالي ستكون ملزمة عليه وبأعتراف دول الإقليم والعالم لحيث وهذه الشراكة الجديدة ستكون هي الأخيرة التي يحاول التحالف لملمتها ومن ثم تسليم اليمن لليمنيين وبالتالي فإنه لاينظر إلى أي قضية آخرى تحاول المكونات السياسية المشاركة إطلاع العالم عليها وطلب الاعتراف بها أو حل مشكلتها فيما بعد بمن فيها القضية الجنوبية ، على أعتبار أن مشكلة الحرب في اليمن قد أنتهت بتلك التسويات السياسية التي اصبحت ملزمة لجميع المكونات السياسية وبأعتراف إقليمي ودولي .
الحوثي وهو يلمح إلى الموافقة على مثل هذه التسويات السياسية الشاملة والمشاركة في مجلس رئاسي واحد لايعني ذلك رغبة الحوثي الأكيدة في التعايش السلمي مع بقية القوى اليمنية وأنما هي مكيدة من أجل وضع الانتقالي في مصيدة المعرقل لهذه التسويات فقط وبالتالي تحريض السعودية ضد الانتقالي وضد القضية الجنوبية ومن ثم توجيه مختلف الضغوطات نحو الانتقالي للتنازل عن أهداف قضية الجنوب والرضوخ لمثل تلك التسويات أو الاستمرار في التحريض لخلق عداوات مستقبلية بين الانتقالي والسعودية رغم وحدة المصالح المشتركة بين الجنوب والسعودية التي بينتها وأثبتتها الحرب ضد الحوثي وهزيمته وطرده من المحافظات الجنوبية .
رغم كل تلك السياسات الخبيثة للقوى الشمالية المظهرة مرونة مملؤءة بالكذب والمغالطات في قبولهم التسويات السياسية الشاملة للحرب في اليمن من أجل إعادة الجنوب إلى باب اليمن أو على أقل مايمكن صناعة عداء بين السعودية والانتقالي إلا أنه يتوجب على الانتقالي الجنوبي وهو يخوض مرحلة التفاوض خارجيا أن لايرضخ لمثل تلك الضغوطات وأن يبقى على مواقفه الوطنية الجنوبية الثابته وأن لايتزحزح عنها قيد أنملة ، فمهما كانت الضغوطات السعودية إلا أنها في الأخير سترضخ لمطالب الانتقالي وللإرادة الشعبية الجنوبية وذلك حفاظا على المصالح المشتركة التي أنتجتها حرب عاصفة الحزم ضد الحوثي ، وذلك لكون عاصفة الحزم لم تقم عندما سيطر الحوثي على السلطة في صنعاء وعلى جميع محافظات الشمال ولكنها قامت عندما توجه الحوثي في الحرب ضد الجنوب كمحاولة للسيطرة عليه ، وهذا يدل دلالة قطعية على عمق الجنوب في الحفاظ على مصالح السعودية العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية ، وبنجاح عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها جنوبا بطرد ميليشيات الحوثي من محافظات الجنوب ستكون السعودية وفي آخر مطاف تلك المفاوضات راضخة لمطالب الانتقالي حتى تحافظ على نجاح عاصفة الحزم في الجنوب .
أن تلك الضغوطات التي تمارس اليوم ضد شعب الجنوب في خدماته ومعيشته وضد الانتقالي في صناعة مكونات سياسية هنا وهناك من محافظات الجنوب أنما هي تأكيدات على مدى قوة الانتقالي النضالية والشعبية والسياسية والعسكرية التي يتمتع بها داخل الجنوب وهي دليل واضح على أن القوى الشمالية ومعهم بعض قوى الإقليم لم يستطيعوا فرض تسويات سياسية شاملة للحرب في اليمن دون موافقة المجلس الانتقالي الجنوبي وتوقيعه عليها ، وهذا يثبت فشل الوصول إلى أي تسويات سياسية شاملة تحاول القفز على مطالب الشعب الجنوبي في استعادة دولته الجنوبية المستقلة .
أنها فرصة لن تتعوض في بلوغ الثورة الجنوبية إلى هذه المرحلة النضالية من مسيرتها وهي ( مرحلة التفاوض خارجيا) ولهذا على الانتقالي أن يصمد ويثبت ويكون قويا في مرحلة التفاوض هذه من أجل فرض مطلب استعادة دولة الجنوب المستقلة وبأعتراف إقليمي ودولي أو على الأقل تحقيق مطالب إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من مديريات وادي وصحراء حضرموت وتشكيل حكومةإدارة ذاتية للجنوب للموافقة مبدائيا على تسويات سياسية قادمة على طريق الوصول الشامل إلى أنهاء الحرب في اليمن نهائيا .