ماذا يعني الانعطاف المغناطيسي الأخير لكوكبنا؟

النقابي الجنوبي/متابعات
رصد علماء ناسا لأول مرة انعطافًا مغناطيسيًا نادرًا قرب الأرض، وهو حدث كان يلاحظ سابقًا فقط قرب الشمس.
ويشرح العلماء أن هذا الاكتشاف يمنح فرصة لفهم كيفية تفاعل المجال المغناطيسي للأرض مع الرياح الشمسية وتأثيراته على التكنولوجيا الحديثة. فالانعطاف المغناطيسي ليس مجرد تغير مؤقت في خطوط المجال، بل يمثل لحظة إطلاق هائلة للطاقة قد تؤثر على الأقمار الصناعية، وأنظمة الاتصالات، وشبكات الكهرباء. كما يوفر بيانات أفضل للتنبؤ بالعواصف الشمسية والطقس الفضائي.
الغلاف المغناطيسي للأرض، الذي يحمي كوكبنا من الإشعاعات الفضائية الضارة، أصبح مختبرًا طبيعيًا لدراسة تفاعلات الطاقة بين الشمس والأرض. هذه الظاهرة توضّح كيف يمكن أن تتغير خطوط المجال المغناطيسي بشكل مفاجئ ومتعرج، وهو ما يفتح فصلاً جديدًا لفهم البيئة المغناطيسية وتأثيراتها على حياتنا اليومية.
ويعرف العلماء هذا الحدث باسم “إعادة الاتصال المغناطيسي”، حيث تنكسر خطوط المجال المعاكسة ثم تعيد الاتصال، مطلقة كميات هائلة من الطاقة. وقد تمكنت مهمة ناسا متعددة المقاييس للمجال المغناطيسي (MMS) من رصد هذا الارتداد بالقرب من الغلاف المغناطيسي، باستخدام أربع مركبات فضائية متطابقة لرصد الظاهرة ثلاثية الأبعاد وفوريًا.
وقال الباحث ماكدوجال: “تشكل هذه الظاهرة عند الحدود بين الغلاف المغناطيسي المفتوح وخطوط المجال المغلقة”، مشيرًا إلى أهميتها لفهم كيفية انتقال الطاقة من الرياح الشمسية إلى الأرض.
ويؤكد العلماء أن فهم الانعطافات المغناطيسية يساعد على تقييم تأثيرات الطقس الفضائي على الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات والكهرباء. كما يمكنه تحسين التنبؤ بالانفجارات الشمسية والعواصف المغناطيسية، وتقليل المخاطر على العالم التكنولوجي الحديث.
وتسهم البيانات التي تجمعها مهمة MMS في تحسين نماذج الطقس الفضائي، وفهم كيفية وصول الجسيمات المشحونة عالية الطاقة إلى الغلاف الجوي، ما يؤدي أحيانًا إلى ظهور الشفق القطبي أو العواصف المغناطيسية على الأرض.