هاني مسهور: الدكتور (الجابر) نموذج اداراتي اماراتي

كتب/هاني مسهور
في عالم تزداد فيه الحاجة إلى قيادات تمتلك القدرة على الربط بين الحلم والتنفيذ، وبين الطاقة والتكنولوجيا، وبين الاستدامة والنمو، يأتي تكريم معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر بجائزة “القيادة العالمية المتميزة لعام 2026” من معهد الشرق الأوسط في واشنطن ليعكس تقديرًا عالميًا لمشروع إماراتي يتجاوز اللحظة نحو صناعة المستقبل.
لم يكن هذا التتويج مجرّد لفتة رمزية، بل هو اعتراف عملي بدور الدكتور الجابر في صياغة خطاب جديد لقطاع الطاقة العالمي، وتقديم نموذج إداري إماراتي يجمع بين الحوكمة الرشيدة، والرؤية الاستباقية، والتكامل بين القطاعات، فالإمارات، عبر الجابر، لا تتعامل مع الطاقة كمعضلة، بل كفرصة لحلول ذكية مستدامة، ترتكز على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتُبنى على توازن دقيق بين النمو الاقتصادي والتصدي للتغير المناخي.
من وزارة الصناعة إلى “أدنوك”، ومن مؤتمر الأطراف (COP28) إلى المبادرات الصناعية والتكنولوجية الكبرى، لم يكن الجابر مجرد مسؤول تنفيذي، بل مهندس مرحلة تقودها الإمارات بثقة، وتشارك فيها العالم من موقع الفاعلية لا الترقّب، وقدّم للعالم تجربة فريدة في تحويل المفاهيم إلى سياسات، والرؤية إلى واقع، والنفط إلى مستقبل مستدام.
يأتي هذا التكريم تتويجًا لسنوات من العمل المنهجي الذي قامت به دولة الإمارات لوضع الإنسان والتقنية في قلب معادلة التطوير، وهو تأكيد متجدد أن أبوظبي لا تنتظر التغيير، بل تصنعه، ولا تواكب الثورة الصناعية الرابعة فقط، بل تقودها.
في مارس 2026، حين يُسلَّم الجابر جائزته في واشنطن، لن تكون المناسبة احتفاءً بشخص فقط، بل لحظة تقدير لنموذج إماراتي أثبت أن القيادة الحقيقية تبدأ من الإيمان بالإنسان، وتنتهي بصناعة المستقبل.