*قيادتنا الجنوبية الحكيمة والموقف الصعب*

أبو رفيف
بعد كنس الإخوان وأدواتهم العابثة من أغلب محافظات جنوبنا الحبيب ، لابد أن نتخلص من عبارات ونبرات الحرب ، ونتجرد من مفردة (أنا ) ،( هم ) ،( هن ) و ( نحن ) جنوبا ، فلا يحتاج الجنوب سرد ما دُمر اليوم ، لأن بواقع الأمر الجنوب دُمِر قبل هذا التاريخ بسنوات عجاف دمر الحرث والنسل .
وعلينا اليوم الانشغال بالبناء المؤسسي وشغل الفراغ الوظيفي المسيس ، بكادر جنوبي وطني مؤهل مقتدر، كون العمل المؤسسي في جنوبنا الحبيب هو الأكثر تضررا بحماقات سياسية متعاقبة فُرضت علينا بدواعي كثيرة .
واضح جليا ان قيادتنا الحكيمة اليوم قطعت شوطا كبيرا جعلنا بمقربة من الهدف المنشود لبناء الدولة الجنوبية الاتحادية الحديثة ، ويلزمنا النظر مما مضى لنأخذ منه الدروس والعِبر لنستطيع تحويل المخاطر إلى فرص في بناء الدولة .
*وإعادة الثقة بأنفسنا مطلوبة ، ونتذكر بعزيمة بأنه بالأمس القريب كانت لنا دولة يهابها المحيط ، فدمرت فيها كل مؤسسات الدولة ، وبلغ الأمر لطمس الهوية ، وجعلوا من الجنوب قاع صفصف ، وبات حلما لدى كل جنوبي أن يعود بوضعه الطبيعي ما قبل الوحلة المشئومة … واليوم وبعد أن أرتوت أنفسنا من مشاهد الدماء و الجراح ، وبعد نضال ميداني سياسي دبلوماسي، نشعر اليوم أن بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الجنوبية الحكيمة اقتربنا من بلوغ الهدف بمشيئة الله ….
ولندرك جميعا أن قيمة النصر هذا ، لابد أن يقاس بقدر ما قدمه شعبنا من تضحيات لاسترجاع أمجاد هويته ووطنه وقيمه النبيلة التي دمرها العبث القادم من الشمال .
اليوم قيادتنا في موقف لا يحسد عليه بسبب تعقيدات المشهد وتداخل الملفات، والضغوط الداخلية والخارجية ، ويخضعون لقانون التجربة الصعب ، مع علمنا أن لا يمكن تحقيق الأهداف دفعة واحدة ، بل على مضض وصبر وتخطيط سليم وفرز دقيق سنبلغ الهدف الذي يتطلع له شعب الجنوب ، ومن لديه القدرة من المنظرين أن يغير عقارب الساعة ولفهما كيفما يشاء ، فهذا الفرس وذا الميدان ليرينا ذلك منطقا وفعلا يفضي لواقعا جديدا يليق بالأنتماء لهذا الوطن .
*والنصر والتوفيق من الله .*