اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
الجنوب في الصحافة العالميةساخن

“ريحة الدولة “وعندك واحد قهوة ع الريحة وصلحو”

محمد عمر عبدالرحيم بارشيد

يتداول المتابعون على السوشيال ميديا مقطعاً مرئياً يتحدث فيه الأخ خالد بحاح( مسؤول سائق في النظام اليمني) إلى جماعة قبلية في محافظة حضرموت عن أهمية المحافظة على ما سماه (ريحة الدولة) وهو كما أتوقع مفهوم سياسي جديد يضيفه بحاح إلى المعجم السياسي المعاصر.
في الواقع لم أتابع تنقلات الأخ بحاح لمعرفتي بأن سكوته خير من كلامه حيث أن السكوت قد يعني أحياناً العمل بطريقة معينة ليس من المهم ظهورها إعلامياً وقد يعني عدم الرضا عما يحدث والابتعاد بنفسه من أن يكون جزءاً من العبث. لكن مادام بحاح يلخص تنقلاته وأحاديثه في مفهومه الخاص (ريحة الدولة) فليسمح لي أن أثرثر بمفهومي الخاص عن تلك الريحة وتلك الدولة.
الدولة التي يقصدها هي دولة علي عبدالله صالح بالتحديد وهي التي أشار إليها في المقطع بالعام ٢٠١١ .. وهو جزء من تلك الدولة وكان من المروجين لها كوزير وسفير ثم كرئيس وزراء ونائب رئيس. بمعنى أنه يتباكى على دولته التي لم يبق منها شيء سوى ريحتها المعفنة في حضرموت. والمعلوم أن تلك لم تكن دولة بل هي عصابة حاكمة رئيسها بلطجي سياسي نال نهايته التي تليق بلقيط سياسي مثله.
بحاح باشا يريد من الحضارم أن ينقذوا دولة العصابة الساقطة في صنعاء وعدن وكأن دولته تلك ليست هي التي نهبت ودمرت وأفسدت حضرموت منذ العام ١٩٩٤ .. بحاح باشا جاء من مكان رفاهيته السياسية ليلتقط صورة مع الباخمري ليقول إنه إنسان بسيط ونسي أن السيارة التي خلفه تنفي تلك الحركة المفتعلة.
حضرموت لا تريد ريحة معفنة وليست المنقذ لعصابات صنعاء من مصيرها المحتوم وليست لعبة بيد أي مسؤول حضرمي سابث مثل بحاح باشا الذي يبكي سلطة لم يستطع الحفاظ عليها لأنه قدم نفسه كأداة لخدمة فرقاء الصراع الذين كانوا يرون فيه الحضرمي الكيوت الذي بلا حزب وبلا قبيلة وبلا منطقة وبلا مشروع وبلا قضية سوى أن يبقى مسؤولاً تحت الطلب ويعيش على تناقضات الخصوم.
حضرموت لا تريد ريحة دولة الحرامية المعفنة ولا تجلس في مقهاية الانتهازية وتصيح (وعندك واحد قهوة ع الريحة وصلحو ) .. وبعد أن تشرب فنجان ريحة الدولة تنسى كما نسي بحاح باشا ما قاله عن المنطقة العسكرية الأولى كقوة احتلال فإذا هي بقدرة قادر صمام أمان حضرموت من عدوان جنوبي على جنود عمران وصنعاء وما حولها الساهرين على أمن حضرموت وحمايتها من تهريب الأسلحة للحوثي وتجارة المخدرات والشبو ونهب الأراضي والاستيطان الممنهج تحت عنوان النزوح.
بعد أن شرب قهوة الدولة ع الريحة بحاح باشا عاد إلى مكان رفاهيته السياسية ليغط في نوم عميق ولم يفعل شيئاً في حضرموت سوى تشكيك بعضهم ببعضهم وإثارة الفتنة بين ضحايا حرب ١٩٩٤ من حضرموت إلى عدن لمصلحة جلاديهم من جماعته الذين فرحوا بحديث الإرجاف السياسي (ريحة الدولة) المتعفن صاحبها في ثلاجة الحوثيين منذ ٢ ديسمبر ٢٠١٧.

زر الذهاب إلى الأعلى