عدن تشتعل غضبًا من انقطاع الكهرباء… لكن إشعال الإطارات لن يضيء المدينة!
علي أبو شلال الجحافي
عادت الاحتجاجات الشعبية إلى شوارع العاصمة عدن مجددًا، تنديدًا بالوضع الكارثي للكهرباء، حيث تعيش المدينة في ظلام دامس ولساعات طويلة، وسط صيف حارق ومعاناة لا تنتهي للأهالي في منازلهم، المستشفيات، والأسواق.
وشهدت عدد من الأحياء خلال الساعات الماضية قطع الطرقات وإشعال الإطارات في الشوارع العامة، في مشهدٍ يتكرر مع كل أزمة كهرباء، في محاولة للتعبير عن الغضب الشعبي المتصاعد ضد الجهات المسؤولة.
لكن وفي ظل هذا الغضب المشروع، تبقى بعض الوسائل الاحتجاجية خاطئة، مثل إحراق الإطارات وإغلاق الشوارع، فهي لا تؤثر فقط على حركة المرور، بل تسبب أضرارًا صحية جسيمة نتيجة تصاعد الأدخنة السامة، وتزيد من معاناة المواطنين أنفسهم، خصوصًا المرضى وكبار السن.
الغضب مفهوم، والشكوى محقة، لكن المدينة تحتاج إلى صوت العقل والحكمة، فعدن مدينة الجميع، ولا يجوز أن تُعاقَب مرتين: مرة بانقطاع الكهرباء، ومرة أخرى بإغلاق الطرق وتلويث الهواء.
الواجب اليوم أن تتوحد أصوات الناس لمطالبة الحكومة والمجلس الرئاسي بتحمل المسؤولية وتقديم حلول عاجلة لأزمة الكهرباء، التي تحولت من خلل خدمي إلى كارثة إنسانية واقتصادية تهدد حياة الملايين.
عدن تستحق حياة كريمة، لا ظلامًا ولا دخانًا.