صحفي يمني يكتب -مختارهم ليس كمختارنا

• عدنان الشرعبي
تابعت وقائع واحداث الجنوب وتطورات آلته الانفصالية ، فرأيت خصوبة الروح الشبابية الابداعية وغناها الكبير بالقدرات والجدارة والثقة بالنفس وطموحات عملية دراماتيكية متجاوزة كل خطوط الصد والإرتجاع .
النقاش العاصف الذي شهدته جلستنا مع عدد من الصحفيين اليمنيين وقيادات سياسية يمنية، اليوم في القاهرة ، حول ما سمي بمؤتمر الصحفيين الجنوبيين الذي دشن اليوم في عدن ، اسفر عن اعترافنا بالهزيمة .
قلت ؛ لقد هزمنا مختار اليافعي، قلنا جميعا ؛ ان هذا الشاب اليافعي الذي حضي من النقد والتقليل من خطورة ما يستحقه ، قد تجاوزنا ولا نستطيع اللحاق به بعجلات أنيس منصور وشفيع العبد.. الكفرات الجنوبية بنشرت وهو ليس بنشري ، بل مهندس بارع في ميكانيكا الانتقالي الجنوبي المصنع إماراتيا وسعوديا .
سألت . هل كنا نتوقع ان المجلس الانتقالي سيضمن التماسك والانسجام والتوافق وعدم التناقض بين الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين في مشروع مختار اليافعي !
هل كنا نتوقع ان الصحفيين الجنوبيين الذين قالوا عنه” بنشري ” عندما اقتحم مؤسسة 14 اكتوبر ووكالة الانباء سبأ وإشتغلنا على هذا التوصيف بإستهتار ، سينقادون الى إليه ويسجلون حضورا في الكراسي الامامية لمؤتمره الذي ضم اليوم 850 صحفي واعلامي جنوبي ؟
صدقوني في الحالة الجنوبية، ركزنا على محمد الغيثي ونسينا نظيره مختار، وطاقمه امثال محمد النقيب، الذي يستخدمه مختار اليافعي ك ( شاك بانه ) في ورشة غيرت الشخصية الصحفية الجنوبية المعتزة بيمنيتها ، الى موديل المجلس الانتقالي وبقناعة .
أخطأنا منذ البداية، عندما إعتقدنا ان مختار اليافعي يوازي في الحالة اليمنية مختار الرحبي.
صدقوني، ان الانتقالي نجح في العمل بالشباب ، وفق مقتضيات المعركة ومنطق المواجهة مع اليمن وكل قواه.
لم يستطع حزب الاصلاح ولا المؤتمر الشعبي العام ولا الحوثيين، إبقاء اعلامي او صحفي جنوبي خارج تأثير ما تسمى بالهيئة الوطنية للاعلام الجنوبي التي حولها مختار اليافعي ، الى مقبرة للهوية اليمنية واقلامها الحرة ، وهيأت لنشوء واقع اعلامي بالغ الخطورة والصلف، واقع غير قابل للإختراق والسيطرة والتأثير والتوجيه وإعادة محاولات الإستقطاب.
كنا نعتقد ان الحرب سمحت بوضع أفراد، من هؤلاء ، في مواجهة الكبار. في حين لم تكن السياسة لتسمح بذلك أبدا، حتى في ذروة الحراك الجنوبي ، وفي لحظة إفتقدنا الكبار في الجنوب وعثرنا عليهم في مؤتمر مختار اليافعي … هل هؤلاء كبار ، ام اننا كنا صغارا حين قدرنا هذا التقدير !
لاشيء لتتقاسمه الأحزاب في عدن ومحافظات الجنوب بشكل عام ، غير اخذ قسطها من الخسارة والإفلاس وفضاء اليد ، إعلاميا، عليها إذا ، ان تعد اصابعها مرات عدة تكفي لجرد اقلامها المهاجرة الى غير رجعة .