التسامح والتصالح الجنوبي هو حجر الأساس في مشرووعنا الوطني.
خضر الميسري.
كانت ذكرى يناير هي الكارثة التي قصمت الشعب وكسرت ظهره وحطمت لحمته ونزعت جلده وجعلته مكشوف للأعداء .
أعداء كانوا منذ الخمسينات وهم يتسللون لجسد هذا الوطن رويدا رويدا حتى وصلوا لسلم السلطة فحدث ماحدث ولايعني هذا إلا الغباء فينا والعاطفة التي تدفع ثمنها اليوم من مستقبلنا لجيل من الشعب لم يشاهد نور الحرية .
وكما كان يناير هو يوم السقوط تحول إلى يوم التكاتف والتلاحم الجنوبي عبر عنه بمسيرات جنوبية
تشتعل بأبين يوم وبالضالع أيام تنهض من يافع فتستيج لها شبوة فيسمعها الحضارم ليلبون النداء فتفتح لها لحج الاذرع فرحا وطربا ،حتى سكنت الدار بالعاصمة الجنوبية .
فطافت كل البلاد حتى سقطرى المنسية نهضت ومهرة البعد صاحت .
لاغريب في هذا الوطن ولا صوت الا تسامحنا وتصالحنا .
أبهرت الكل وهذا التلاحم والترابط لا يقف عليه إلا الابطال ولا يصنعه الا العظماء من الشعب ،
شعب كان ولايزال مؤمنا بقضيته في أشد اللحظات الحالة ظلمة .
نهض الينايريون وهم جنوبيون كثر فقامت أمة من خلفهم صنعت المستحيل وواجهت نظام قمعي احتلالي ،صبرت على القتل والتعذيب والاختطاف والتعسف حتى وصلنا اليوم لما نحن فيه ….
مانحن فيه اليوم هو الحقيقة التي لابد أن نقف عليها فواقعنا يحتاج لوقفة صادقة مع ذاتنا وأنفسنا مع ثوارنا ومناضلينا وابطالنا ومن كانوا بالأمس بمقدمة الصفوف ،مع شعب لم يرى النور ولم يرتاح ساعة ولم يهداء له خاطر .
الكل اليوم يصيح ويشكي ويئن وينادي .
وقفة صادقة مع الداخل قبل الخارج وحوار حقيقي مع الثوار والمناضلين قبل الاتفاقيات مع الأعداء والغرباء ومن كانوا على ظهر المدافع لاجتياح جنوبنا .
حوار داخلي حقيقي وواقعي لرأب الصدع الداخلي الذي يحاول الأعداء الدخول منه مرارا وتكرارا وبغيره لن يستطيعون ولو ملكوا من القوة ما ملكوا .
التسامح والتصالح الجنوبي هو حجر الأساس في مشرووعنا الوطني وبغيرة سنبقى في دائرة الشك والريبة والكل يترصد الأخر .