*عودة صعبه للمدارس في عدن مع ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الريال*

– محمد خالد
يحُل علينا موسم عودة المدارس في عدن، الذي يعتبر من أكثر الشهور التي تحتاج إلى ميزانية خاصة داخل كل أسرة، غياب دور الحكومة الرقابي، وما يرافقه من جشع التجار هذا كله أدى إلى تلاعب التجار في أسعار لوازم المدرسة التي كسرت ظهر المواطن.
ارتفاع الأسعار يكدر حياة الأسر
لازال ارتفاع الأسعار يلقي بظلاله الثقيلة التي تكدر صفو حياة الأسر ويدخلنا في متاهات كثيرة ومتشعبة، إلا أن ما يمكن أن نثبته على الواقع أن القضية أصبحت حديث المجتمع وانعكست آثارها على ترابط الأسر، وأصبحت الكثير من القضايا الأسرية سببها غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمدرسية وإيجار المسكن التي انعكست على حياتهم الأسرية.
عدن تتصدر واجهة المشهد
ليست عدن وبقية المناطق والمحافظات المحررة وحدها من يكتوي سكانها بلهيب تصاعد الأسعار وانهيار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، أيضاً شقيقاتها التي ما تزال تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين تعاني من ذات الصدمة، بيد أن عدن قد تكون الأكثر بروزاً بتصدرها واجهة مشهد غلاء الأسعار.
ويقول التجار ومالكو الوكالات التجارية إن سبب الارتفاع هو الانهيار الحاصل في سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.
ارتفاع دون استثناء!
وشمل الارتفاع كافة المواد التموينية دون استثناء؛ وأصبحت متطلبات المعيشة عبارة عن منغصات شهرية يصعب توفيرها لاسيما الأساسية منها، ويشعر رب الأسرة بالدونية في ظل عدم الوفاء بمستلزمات المنزل في ظل عدم وجود الراتب أو ضآلته “إن وجد” وكثرة الالتزامات والأقساط وخلافه، وبالتالي تبدأ الأمراض النفسية.
إن الغلاء الفاحش الذي يضرب أطنابه ظهر المواطن دلالة على عدم الاستقرار السياسي وضعف القيمة الشرائية للريال اليمني. كما أن ارتفاعها يدل على غياب دور الدولة في هذا الجانب من الحياة المعيشية للمواطن الذي فقد كل ركائز الاستقرار في حياته ومنها قضية الأسعار التي تبدو بدون حل لسنوات قادمة من هذا الصراع المرير.
يعد غياب الرقابة الحكومية على الأسواق وإخضاع التجار للمحاسبة بسبب تجاوزاتهم وانتهاكهم لقانون السوق وعدم مساءلتهم في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، هذا ما يجعل المحلات وخاصة التي واقعة بين الأحياء الشعبية تستغل هذه الفجوة بالزيادة التي يضعها العمال في المتاجر أو البقالات، وكذا تقفز الأسعار خلال (24) ساعة دون رقيب، لذا ليس غريبا أن يشعر رب الأسرة في بعض الأحيان بالعجز لأنه فشل في توفير احتياجات زوجته وأولاده من مستلزمات المأكل والمشرب والملبس.
الجدير ذكره أن الريال اليمني شهد مطلع العام الجاري هبوطا متسارعا وغير مسبوق للعملة الأجنبية والريال السعودي، إلا أنه عاود الارتفاع مجددا وسط صمت حكومي.