أمواج بشرية تهزّ الضالع في الذكرى الرابع عشر من أكتوبر!

يوسف النجار
لم تكن الضالع في ذلك اليوم مجرد مدينة تستقبل ضيفاً رسمياً… بل كانت بركاناً من الوفاء، وسيلًا جارفًا من الحشود البشرية التي غطّت الساحات والطرقات، رجالاً ونساءً وأطفالاً، كلهم يهتفون بصوت واحد:
«يا عيدروس سير سير… نحنا جيشك للتحرير!»
ما إن دخل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ساحة الاحتفال، حتى تحوّلت الأعلام إلى أمواج عالية، والقلوب إلى طبولٍ تقرع بإيقاع النصر القادم. لم تكن الهتافات مجرد كلمات… بل كانت مبايعة شعبية، تفويضاً من الميدان لا يقبل التأويل ولا المساومة.
ولم تكن الضالع وحدها في الموعد…
فقد تدفقت جموع من يافع، ردفان، لحج، أبين، شبوة، حضرموت، وحتى المهرة وسقطرى، لتمدّ الضالع بألف ذراع، وتقول للعالم بصوت واحد:
“نحن الجنوب… وإذا اجتمعنا فلا قوة على وجه الأرض تستطيع كسر إرادتنا!”
في الضالع، لم يُستقبل القائد بالورود فقط… بل استُقبل بالعزيمة، بالثقة، وبالإصرار على المضي نحو الاستقلال الثاني.
أطفال يرتدون الزي العسكري… شيوخ يرفعون عصيهم في السماء… نساء تزغرد… وشباب يلوّحون برايات الجنوب وكأنهم يمسكون الفجر بين أيديهم.
من يملك بعد اليوم أن يشكك في إرادة الجنوب؟!
من يستطيع أن يقول إن هذه الجماهير خرجت صدفة أو مجاملة؟!
هذا هو الجنوب حين يُقسم… وحين يهتف، فإن هتافه يُسمع حتى خلف الحدود!
وهذه هي الضالع… مدرسة الثورة الأولى، وعرين الرجال الذين لا يعرفون إلا طريقاً واحداً: طريق التحرير والكرامة.
وإن كانت ثورة أكتوبر بالأمس قد حررت الأرض من المستعمر، فإن أكتوبر اليوم يعلن تحرير القرار واستعادة الهوية… والموعد مع الفجر قريب.
أكتوبر مجيد… عهد جديد
#اكتوبر_الجنوب_عهد_جديد
#القائد_يحكم_بارادة_شعبه
#الاستقلال_الثاني_قادم
#ضالع_الوحدة_والانتصار