اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

تسييس المآسي

 

كتب/ هشام صويلح

المآسي الإنسانية ليست مجرد حوادث؛ إنها لحظات ألم صادقة تستدعي التعاطف والعدالة. لكن في كثير من الأحيان، تتحول هذه اللحظات إلى أدوات ضغط سياسي واستثمار إعلامي، حيث يُعاد صياغة الألم لتغذية أجندات بعينها، بعيداً عن الحقيقة وحقوق الضحايا.

الاستغلال السياسي للمأساة يسرق الألم من ضحاياه الحقيقيين ويحوّله إلى مادة لصراع الرأي العام، فيغذي الانقسامات ويهدر الثقة بالمؤسسات ويقوض العدالة. كل حادث مأساوي يتحوّل بهذه الطريقة إلى لعبة قوة، والضحايا يصبحون رموزاً يُستثمر فيها، لا أشخاصاً يستحقون الإنصاف والعدالة.

المجتمع بحاجة إلى وعي، قادر على التمييز بين الحقيقة والتوظيف السياسي، وقادر على رفض التلاعب العاطفي والإعلامي. إدراك حدود التسييس وحماية الإنسانية من الاستغلال ضرورة لضمان أن تبقى العدالة والحق هما معيار التعامل مع كل مأساة.

أي محاولة لاستثمار المآسي سياسياً تضاعف الضرر على المجتمع، تزيد من شعور الفقد، وتفاقم الانقسامات المجتمعية، ما يحوّل الألم الإنساني إلى أداة لإضعاف المجتمع ومؤسساته. حماية الإنسانية من التسييس هي حماية للوعي، للعدالة، ولقيم المجتمع نفسها.

زر الذهاب إلى الأعلى