صناع الحاضر والمستقبل

محمد احمد باسنبل
هناك من يعتقد أن بناء الأوطان إنما يأتي حينما ينشغل أبناءه على جانبين أساسيين هما اعماره والدفاع عنه وينسى جانبا مهما في نهوض أي أمة من الأمم إلا وهو الجانب الثقافي التنويري.
ولا نغالي إذا قلنا ان صناعة الثقافة و بناء المفاهيم الثقافية لدى اي مجتمع صغيرا كان ام كبيرا يأخذ النصيب الأكبر من الاهتمام لدى النخبة الحاكمة في تلك المجتمعات .
وذلك لخطورة هذا الجانب ولخطورة تاثيره على طبقات مجتمعاتهم كلها ويمتد تاثيرة ليشكل حاضرهم ومستقبلهم .
وقد راودني منذ زمن ليس ببعيد سؤال؟
ماذا قدمت نخبتنا المثقفة الجنوبية من إنتاج فكري وادبي وثقافي لتواكب ثورته الثانية ؟
ربما القليل بل والقليل جدا.
لقد مس نظام صنعاء الهوية الجنوبية والانتماء الجنوبي والثقافة الجنوبية مسها بالتدميرالناعم _ ان صح القول_ وأراد تفكيكها وإلغاء الرابط التاريخي بها والاستعاضة عنها بتاريخه هو أي بيمننت الجنوب وتغييب ارثه الحظاري الممتد لسبعة آلاف سنة مضت (التوراه) وتجهييل شبابه الذين هم صانعي حاضره وغده.
اعتقد ان مثقفينا متأخرين خطوات كثيرة عن المشهد الجنوبي الثوري برمته، فحين نعود إلى أدب الشعوب التي استنهضت همتها نجد أن الأديب حاضرا وبقوة من خلال نتاجه الأدبي من قصة ورواية وشعر فمن خلالهم أعاد تكوين منظومة القيم والمسلمات التي نشأت عليها ثوراتهم بل وحتى ارشدهم إلى الطريق الصحيح ورسم معهم ولهم مستقبلهم ومستقبل ابنائهم.
والجنوب لديه من رجال الفكر والتنوير الكثير يستطيعون ارشادنا وتقييم مسيرة نضال شعبنا والسير بناء رغم هذا الانحلال الأخلاقي والفكري الذي نعيشه إلى مسار ربما قريب من تلك الشعوب التي نهضت ونمت والتي أصابها ما يصيبنا الآن.
إني أرفع القبعة لشعراء الجنوب الشعبيين فهم من واكب خطوات شعبهم وساروا معه اينما اتجه .
فهل نرى القدوة يفعلون فعلهم؟
سنرى!!