رصوا الصفوف وسدوا الخلل
رشا فريد
تعودنا عند كل ضائقة تمر بالشعب الجنوبي أن يرتص الجميع في خندق واحد ,تعودنا أن نكون يداً واحدة في كل المحن التي واجهتنا عبر التاريخ ضد أي مطامع خارجية و داخلية ..تعود الشعب الجنوبي أن يكون جميع ابنائه متخندقين من أجله ولأجله ,قرأنا في التاريخ عن بطولات أجدادنا وصولاتهم وجولاتهم في حياض الدفاع عن الوطن والدين والأرض والعرض …,فما الذي حصل يا ترى !
لماذا بدأ البعض يبيع ويشتري ببضاعة المناطقية والجهوية ؟.ولماذا فتح البعض لمفسدي القيم طريقا لإفساد مبادئهم وعقلياتهم .. فهل الأولى الوقوف مع أو حتى التلفظ بكلمة حق مع الشعب المهضوم والجائع؟ أم ان السكوت لأجل حزب أو ملة أو من أجل تعصب أعمى أو تشدد مناطقي بغيض من بعض الذين يبحثون عن الفتات الذي يرميه أصحاب الكروش لهم ! وقد لا يجد بعض هؤلاء حتى الفتات الذي يبيعون من أجله مبادئهم وأوطانهم ومستقبل أبنائهم.
انظروا إلى أين دارت بنا الدوائر ..ما السبب يا ترى ؟ هل نحن السب أم أن النار شبت لأنها وجدت ما تأكله!
لننظر إلى أنفسنا نظرة انتقادية بحتة …ماذا نريد ؟ هل نريد الدفاع عن فلان أو علتان أو القبيلة الفلانية ؟ أم اننا نود العيش بسلام ورخاء في دولة يسودها الأمن والسلام والإخاء بين الجميع ..ما الذي يمنع ذلك !!
ربما يتبادر إلى ذهن البعض أنني أنظر إلى المشهد بنظارة وردية وإني بعيدة عن الواقع كليا ..لكن ما الذي يمنعنا من تثبيت دولتنا مادامت بأيدينا .ما الذي يمنعنا من مد يد الإخاء للآخر ..فالجنوب اليوم يا سادة يحتاج الجميع بدون استثناء فما أنتم فاعلون ؟
ألا ترون المؤامرات والتصريحات والتجويع والتجهيل والحرمان من ابسط الحقوق ..إذا لمَ كل ذلك إن لم يكن المستهدف الأول والأخير هو الشعب الجنوبي بعينه من جميع المناطق ..من اليوم وصاعداً انتبهوا جيدا .فأنتم الهدف ..ماضيكم ومستقبلكم حاضركم ومعيشتكم ..راحتكم وراحة أولادكم ..فرصوا الصفوف يا جنوبيين وسدوا الخلل حتى لا يجد أعداءكم طريقا للفصل بينكم وستنتصرون حتما لا محالة ,فأنتم أصحاب قضية عادلة لا مساومة فيها ولن تهزمها مؤامرات أو دسائس ..وإن غداً لناظره قريب.