اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مجلس الأمن الدولي: الحوثي والقاعدة.. تحالف الأضداد المدمّر في المنطقة

 

النقابي الجنوبي – متابعات

 

كشف مجلس الأمن الدولي، في تقرير صادم هزّ الأوساط السياسية والأمنية، عن علاقة “انتهازية وخطيرة” تربط بين ميليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، تقوم على تنسيق مباشر في تهريب الأسلحة والطائرات المسيّرة إلى مناطق سيطرة الحوثيين شمال اليمن.

وبحسب التقرير الصادر عن لجنة مجلس الأمن المعنية بمتابعة تنظيمي القاعدة وداعش، والمرفوع إلى الأعضاء في 21 يوليو/تموز 2025، فإن عددًا من الدول الأعضاء أكدت استمرار العلاقة الخفية بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، رغم العداء الظاهري والتصريحات العلنية المتبادلة.

وأوضح التقرير، الذي أعدّه فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات، أن عناصر من تنظيم القاعدة يشاركون فعليًا في نقل وتهريب الطائرات المسيّرة والأسلحة عبر محافظات المهرة ومأرب والجوف إلى عمق مناطق سيطرة الحوثيين.

 

ومن أبرز الأسماء التي كشفها التقرير:

– أبو صالح العبيدي: يعمل كحلقة وصل مع المهربين لنقل الأسلحة إلى الحوثيين.

– أبو سلمان المصري: يدير شبكة تهريب السلاح عبر البحر.

 

وأشار التقرير إلى أن هذه الشبكات تنشط تحت غطاء قبلي وأمني معقّد، دون أن تُدرج الأسماء المتورطة حتى الآن على قوائم العقوبات الدولية.

كما أشار التقرير إلى تحسّن مالي طفيف شهده التنظيم الإرهابي مؤخرًا، بفضل دعم مباشر من حركة الشباب في الصومال، إلى جانب عمليات اختطاف واستثمارات غير مشروعة داخل اليمن، تُدار عبر شبكات قبلية وشركات وهمية.

وأكد التقرير أيضًا أن التنظيم يسعى للسيطرة على طرق الإمداد والشحنات في مناطق حضرموت وشبوة، في محاولة لاستعادة نفوذه اللوجستي والمالي.

وتناول التقرير تحركات سعد بن عاطف العولقي، الأمير الجديد لتنظيم القاعدة، الذي كثف جهود إعادة الهيكلة الداخلية وتحسين ظروف مقاتليه، بالإضافة إلى إطلاقه حملة تجنيد استغل فيها تداعيات حرب غزة، حيث ظهر في تسجيل مرئي يدعو فيه إلى استهداف المصالح الغربية.

وصف خبراء أمنيون هذه العلاقة بين الحوثيين والقاعدة بأنها “تحالف غير مقدّس”، يهدف إلى زعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة، عبر استخدام شبكات التهريب لتحقيق أهداف مزدوجة: دعم الانقلابيين وتعزيز عودة القاعدة إلى المشهد.

والمفارقة الصادمة أن الميليشيات الحوثية، التي طالما ادّعت محاربة الإرهاب وقتلت اليمنيين على مدى عشر سنوات بذريعة مواجهته، تُموّل وتنسّق وتتعاون مع أحد أخطر التنظيمات الإرهابية عالميًا، في مشهد ينسف كل شعاراتها، ويؤكد من جديد أنها مجرد وجه آخر من وجوه الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى