اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

طبقة الأوزون في خطر جديد.. الصواريخ تطلق ملوثات تعبر العالم دون توقف

النقابي الجنوبي – متابعات

 

في الوقت الذي يحتفل فيه بالتقدم نحو تعافي طبقة الأوزون بعد حظر مركبات الكلوروفلوروكربون، تُسلّط دراسة جديدة الضوء على تهديد صاعد وغير محسوب: الانبعاثات الناتجة عن إطلاقات الصواريخ.

تشير الدراسة إلى أن هذه الانبعاثات، التي تصل إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، تبقى لفترات أطول بكثير من تلك المنبعثة على مستوى سطح الأرض. وغياب عمليات التنظيف الطبيعية مثل الأمطار أو السحب، يجعل هذه الملوثات قادرة على الدوران حول الكوكب والبقاء في الجو لسنوات.

ويُعد ذلك مصدر قلق بالغ، نظرًا لكون هذه الطبقات هي نفسها التي تحتوي على طبقة الأوزون التي تحمينا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

أهمية طبقة الأوزون… ليست مجرد طبقة بعيدة

رغم أنها تبدو بعيدة عن حياتنا اليومية، فإن طبقة الأوزون تؤدي دورًا أساسيًا في حماية الحياة على الأرض. فهي تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، والتي يمكن أن تسبب سرطان الجلد، وإعتام عدسة العين، وضعف الجهاز المناعي لدى البشر.

كما تؤثر هذه الطبقة على النظم البيئية، وخصوصًا الحياة البحرية، إذ تؤدي زيادة الأشعة فوق البنفسجية إلى التأثير سلبًا على العوالق النباتية، وهي أساس السلسلة الغذائية في المحيطات.

وبحسب الدراسة، فإن أي انخفاض طفيف في الأوزون ليس رقمًا عابرًا، بل إنذار بيئي وصحي. استمرار الضرر قد يؤدي إلى تقويض المكاسب التي تحققت منذ توقيع بروتوكول مونتريال، ويزيد من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية.

من المتهم؟ الصواريخ في قفص الاتهام

تشير الدراسة إلى أن السبب الرئيسي في هذا التدهور يعود إلى غاز الكلور والسخام الناتجين عن عمليات إطلاق الصواريخ:

الكلور يُفكك جزيئات الأوزون مباشرة.

السخام يسخّن الغلاف الجوي الأوسط، ما يسرّع من التفاعلات الكيميائية التي تدمّر الأوزون.

وتمثل محركات الصواريخ الصلبة المصدر الرئيسي لانبعاثات الكلور، بينما تُطلق معظم أنواع الصواريخ الحديثة كميات كبيرة من السخام، ما يعني أن الغالبية العظمى من عمليات الإطلاق الحالية تُسهم في استنزاف طبقة الأوزون.

ورغم تركيز الدراسة على مرحلة الإطلاق، فإن الباحثين يشيرون أيضًا إلى خطر احتراق الصواريخ والأقمار الصناعية عند عودتها إلى الغلاف الجوي، ما يُنتج أكاسيد النيتروجين والجزيئات المعدنية. الأولى تُضرّ بالأوزون، والثانية يمكن أن تشكّل سحبًا تُسرّع من تآكل الأوزون.

ما الحل؟ التحرك لا يزال ممكنًا

ورغم الصورة القاتمة، يؤكد الباحثون أن الوقت لم يفت بعد. ويمكن الحد من الخطر من خلال:

تحسين مراقبة الانبعاثات.

التحول إلى أنواع وقود أنظف.

تشجيع أنظمة تبريد أكثر كفاءة.

سنّ تنظيمات دولية تُلزم شركات الفضاء بمراعاة الأثر البيئي.

وتختتم الدراسة بالدعوة إلى تعزيز الأبحاث حول هذه الظواهر، مشددة على أن نمو قطاع الفضاء لا يجب أن يكون على حساب طبقة الأوزون وسلامة الكوكب.

زر الذهاب إلى الأعلى