اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

أبو زرعة المحرمي.. قائد من صلب الجنوب

 

 

كتب/ بسمة نصر

 

في قلب الجنوب، حيث تتقاطع الجغرافيا مع المعاناة، ويولد الرجال من وجع المعركة، برز اسم عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي كأحد رموز المرحلة الصلبة، وقائد صاعد لم تصنعه مكاتب السياسة، بل صقلته نيران الجبهات، وعلمه الوطن كيف يكون وفيّا له.

 

السيرة في سطور

ينحدر أبو زرعة من محافظة أبين، جنوب اليمن، وبرز اسمه بشكل لافت عقب انطلاق معركة استعادة الجنوب من قبضة الميليشيات. تولى قيادة ألوية العمالقة الجنوبية، القوة التي قادت معارك حاسمة على امتداد الساحل الغربي وحتى مشارف الحديدة، وكان لها دور محوري في تغيير موازين القوى.

لاحقا، تم تعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن التشكيل القيادي الموسع في مايو 2023. كما كلف بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب في العاصمة عدن، وهو من أكثر الملفات تعقيدا وحساسية.

 

دوره في الجنوب.. شرف حمله بصمت وعزم

حين اشتدت المعركة ومالت الكفة في أكثر من جبهة، كانت ألوية العمالقة الجنوبية بقيادة أبو زرعة هي من صنعت الفارق. لم يكن مجرد قائد عسكري، بل درع الجنوب الأول، تصدى للمليشيات بقوة العقيدة قبل السلاح، وانتزع الأرض شبرا شبرا من أيدي المعتدين، دون أن يساوم على الثوابت.

 

صان كرامة عدن

في زمن الفوضى، لم يكن الصمت خيارا له. تحرك بثقل أمني منظم لضرب الجريمة، وتفكيك الخلايا الإرهابية، واستعادة الهيبة لمؤسسات الدولة. وجوده في ملف الأمن بعدن ليس مجرد منصب، بل إعلان التزام بحماية الناس لا السلطة.

 

نصير الجنوبيين منسية حقوقهم

أعاد فتح ملف العسكريين المسرحين قسرا منذ حرب 94، وبدأ خطوات واضحة لإعادتهم إلى أماكنهم، معتبرا أن الإنصاف واجب وطني وليس تفضلا. بقراراته، منح عشرات الآلاف من الجنوبيين صوتا بعد عقود من الإقصاء والتهميش.

 

حاضر في الجبهات.. حاضر بين الناس

لم يختبئ خلف حراسة مشددة أو موكب رسمي، بل نزل إلى الجبهات بنفسه، وتفقد مواقع القتال، وشارك في مواكب تشييع الشهداء، وجلس مع أمهات الجرحى. كان ابن الجنوب بين أهله، لا فوقهم.

 

 

رمز للاستقلال والكرامة

أكثر ما يميزه أنه لم يتاجر بالقضية الجنوبية، ولم يخضع للإغراءات أو التوازنات السياسية الزائفة. ظل موقفه واضحا: الجنوب لأهله، واستعادة الدولة هدف لا تراجع عنه.

 

مواقف وأعمال تستحق التوقف

1- أشرف على تأسيس الشرطة العسكرية الجنوبية لضبط الفوضى.

2- أدار حملات أمنية ناجحة في عدن، واستهدف بؤر الإرهاب.

3- قاد عمليات نوعية في الساحل الغربي وضواحي شبوة والحديدة.

4- أعاد ملف العسكريين المسرحين إلى الواجهة بقوة.

5- واصل دوره الإنساني بدعم أسر الشهداء والجرحى دون ضجيج إعلامي.

 

“في الجنوب، ما أكثر من يتحدثون باسم الشعب، وما أقل من يخدمونه حقا. أبو زرعة المحرمي لم يكن فقط قائدا عسكريا أو نائبا سياسيا، بل صفحة شرف في تاريخ الجنوب الحديث. لا يبحث عن الزعامة، بل عن العدالة. لا يرفع الشعارات، بل يرفع الجبهات.

 

قد لا تراه يتصدر المؤتمرات الصحفية، لكنه حاضر في الذاكرة الجنوبية، وفي نبض الناس، باعتباره أحد أولئك الذين صانوا الأرض والكرامة، دون ضوضاء، ودون منة.

زر الذهاب إلى الأعلى