مبعوث ترامب: توسع الناتو شرقًا مرفوض ومخاوف موسكو مشروعة

كيلوج يكشف تحولًا في سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا ويؤكد مشاركة أمريكا بمحادثات سلام إسطنبول
في موقف يلفت الأنظار بعيدًا عن السياسات الأمريكية التقليدية، أعلن كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى أوكرانيا، أن إدارة ترامب لا تؤيد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبرًا أن قلق روسيا من توسع الحلف شرقًا “مشروع وله ما يبرره”.
جاء ذلك خلال مقابلة بثّتها شبكة “ABC News” مساء الخميس 29 مايو 2025، حيث عقّب كيلوج على تقرير سابق لوكالة “رويترز” تحدّث عن مطالبة موسكو بضمانات مكتوبة بعدم توسع الناتو ليشمل أوكرانيا أو جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، بما في ذلك جورجيا ومولدوفا.
وقال كيلوج: “هذا قلق مشروع. لقد أوضحنا أن مسألة انضمام أوكرانيا للناتو غير مطروحة على الطاولة حاليًا، ولسنا الوحيدين في هذا الطرح، فهناك أربع دول أخرى ضمن الحلف تشاركنا نفس الموقف”.
وأضاف أن انضمام أي دولة للحلف الأطلسي يحتاج إلى إجماع الدول الـ32 الأعضاء، وهو ما لا يتوافر في الظروف الراهنة، مؤكدًا أن الموقف الروسي لا يقتصر على أوكرانيا بل يشمل دولًا أخرى تراها موسكو جزءًا من فضائها الأمني التقليدي.
وبخصوص جهود وقف الحرب، كشف كيلوج أن الجولة المقبلة من محادثات السلام ستُعقد في إسطنبول يوم الاثنين المقبل، مشيرًا إلى مساعٍ جارية لتوحيد الوثيقتين التفاوضيتين اللتين طرحتا من قبل موسكو وكييف في مسودة واحدة، بهدف التوصل إلى أرضية تفاهم مشتركة. وستشارك الولايات المتحدة في تلك المحادثات إلى جانب مستشاري الأمن القومي من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وفي سياق متصل، تطرّق كيلوج إلى موقف ترامب من الحرب الدائرة، قائلًا إن الرئيس الأمريكي السابق “يشعر بالإحباط” من تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياها بـ”اللاعقلانية”. كما أكد أن ترامب ندد بقصف المدن الأوكرانية، وكان حريصًا على أن تكون أوكرانيا طرفًا فاعلًا في المفاوضات المقبلة.
وفي ختام تصريحاته، كشف كيلوج عن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد القتلى والجرحى منذ اندلاع الحرب بلغ نحو 1.2 مليون شخص من الجانبين، معتبرًا هذا الرقم “مروعًا بكل المقاييس” ويعكس حجم الكارثة الإنسانية والسياسية التي أنتجها النزاع المستمر.
ويُعد تصريح كيلوج بمثابة تحول لافت في الموقف الأمريكي التقليدي، إذ طالما أبدت الإدارات السابقة دعمًا مطلقًا لمساعي أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو، مما يُلقي بظلال من الشك على ثبات التوجهات الغربية في التعامل مع روسيا، لا سيما مع اقتراب الاستحقاقات السياسية الأمريكية القادمة.