الشعب الذي يملأ الساحات… لا يمكن تجاهله

كتب/ أبو ليث الحميدي
ما تكشفه هذه الصورة ليس مجرد حشد بشري، بل إرادة شعب كامل خرج بكل فئاته وشرائحه إلى الساحات، حاملاً علم الجنوب العربي، ومعلناً بصوتٍ واحد أنه صاحب القرار وصانع المستقبل.
إن من يتجاهل متطلبات هذا الشعب، ويتعامى عن تضحياته الجسام، وعن دماء أبنائه التي سالت لأجل استعادة دولة الجنوب العربي، إنما يضع نفسه في مواجهة التاريخ قبل أن يضع نفسه في مواجهة الجماهير.
هذا الشعب لم يقدّم مطالبه مجاناً… بل دفع ثمنها شهداءَ وأبطالاً، صنعوا بدمائهم خارطة طريقٍ لا تُمحى، ولا تُزوّر، ولا تُنسى.
الجنوب اليوم ليس مشروعاً طارئاً، ولا شعاراً موسمياً، بل قضية وجود وهوية، رسّختها التضحيات، وحمتها البطولات، وباركها الاصطفاف الشعبي الذي نراه يتجدد في كل ميدان.
التحالف ليس كلماتٍ تُقال، بل مواقف تُثبت، والجنوب لا ينسى من وقف معه يوم الشدة:
– الإمارات كانت وما زالت حليفاً وصادقاً، ثابتةً على مبادئها، مخلصةً في شراكتها، وقد امتزجت دماء شهدائها بدماء شهداء الجنوب في معارك التحرير والدفاع عن الأرض والكرامة.
– السعودية شريك تاريخي لا يمكن إنكار دوره، وقف مع الجنوب في مفاصل مصيرية، ويجمعنا معه هدف مشترك ومصير متقاطع.
– الكويت والإمارات والسعودية ليست مجرد دولٍ شقيقة، بل دماء أبنائها طهّرت الأرض الجنوبية، حين سقطوا شهداء دفاعاً عن الجنوب ضد المشاريع الطائفية الإيرانية وأذرعها.
لهذا… الشعب الجنوبي يبادل الوفاء بالوفاء، ويُسقط من حساباته كل من خان الشراكة أو تلطّخت يده بدعم قوى الظلام والتقسيم والطائفية.
إن الدم الجنوبي الذي سقط في عدن والضالع وأبين وشبوة ولحج وحضرموت والمهرة وسقطرى، وامتزج بدماء الأشقاء، لم يكن لأجل تسوياتٍ عابرة، بل لأجل عودة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.
ومن يظن أن بإمكانه حرق ورقة هذا الشعب أو تجاوزها، فعليه أن يعيد قراءة المشهد جيداً فالشعوب لا تُهزم… ولا تُنسى… ولا تُدار بالعصا أو المزايدات.
ومن يحاول أن يلعب على حبال الهوية أو يساوم على دماء الشهداء، سيحرق كرتَه بنفسه، لأن الجنوب يعرف طريقه، ويعرف حلفاءه، ويعرف خصومه أيضاً.