طلاب يافع يكرمون معلمهم بعد 40 عام

كتب: صالح البخيتي
أربعون عاماً مرت على فراقٍ لم يزل أثره حياً في القلب… أربعون عاماً من الذكريات التي لم تُمحَ واللحظات التي لا تنسى والابتسامات التي بقيت راسخة في وجدان كل طالب. من يافع لبعوس بمحافظة لحج خريجو ثانوية الشهيد عبدالرحمن قحطان دفعة 1990/1991 كانوا في رحلة علاجية إلى مصر، لتتحول رحلتهم من مسعى طبي إلى لحظة وفاء نادرة تذكّرهم بأن المعلم الحقيقي لا يغيب أبداً عن قلب طلابه.
قاد الوفد رجل الأعمال جمال اليزيدي الذي قدم خصيصاً من الصين إلى جانب زملائه الذين كانوا في مصر وهم القاضي وجيد اليزيدي والأستاذ مطيع عبادل أمين عام المجلس المحلي بمديرية يافع المفلحي، حاملين معهم مشاعر الامتنان العميقة وذكريات أربعة عقود من العلم والتربية والأخلاق السامية، ليقفوا أمام معلمهم المصري الأستاذ محمد عبدالعال مدرس مادة الكيمياء الذي زرع فيهم القيم قبل الدروس والأخلاق قبل المعادلات.
وصلوا إلى منزل المربي الفاضل عبدالعال في حي أولاد يحيى بدار السلام سوهاج، واستقبلهم بعيون تغمرها الدموع وابتسامة تحمل فرحة اللقاء بعد سنوات الغياب الطويلة هنا كان الزمن يتلاشى وعادوا جميعاً إلى أيام الشباب الأولى إلى قاعات الدراسة إلى الطباشير البيضاء وإلى رائحة الكتب والدهشة في أعين الطلاب في الزمن الجميل.
وفي لحظة رمزية قدّموا له شهادة تقديرية لم تكن مجرد ورقة بل كانت رسالة امتنان وأخلاق ووفاء لكل جهد بذله ولكل كلمة قالها ولكل درس علمهم أن الحياة أكبر من مجرد أرقام ونتائج وأن القيم تبقى خالدة في الأذهان.
وتبادل الجميع الذكريات الجميلة وانسكبت الدموع صامتة بين الفرح والحزن لكن كل دمعة كانت شهادة حية على أثر المعلم الحقيقي الذي يعيش مع طلابه ويغرس فيهم القيم والأخلاق الحميدة مهما ابتعدت المسافات ومهما امتدت السنين.
من يافع أتى الوفاء وفي صعيد مصر تعلم الطلاب أن الوفاء خلق وأن المعلم الذي يزرع القيم في النفوس لا يرحل أبداً وأن الأخلاق الحقيقية لا تُقاس بما يُقال بل بما يتركه القلب في الآخرين. وأيضاً هذه الزيارة ليست مجرد لقاء بل درس عميق في الوفاء والإنسانية وعظمة المعلم ودور الطالب في الحفاظ على إرثه الأخلاقي والمعرفي لتبقى القيم حيّة بعد كل شيء.