مالذي أزعجهم فعلًا؟

مختار اليافعي
هل أوجعهم أن الجنوب العربي طرد القوات الدخيلة التي كانت تحمي بؤر الإرهاب وتفتح طرق تهريب السلاح والمخدرات؟
هل صدمهم أن حضرموت الوادي والصحراء والمهرة قالوا كلمتهم بوضوح
وأن زمن الوصاية قد انتهى؟
مالذي أخافهم أكثر؟
أن أبناء الجنوب العربي خرجوا من المهرة حتى باب المندب، كتفًا بكتف، يهتفون بصوت واحد:
نريد دولة الجنوب العربي
نريد الاستقلال الثاني الآن
لا نريد الانتظار بعد اليوم
أربكهم أن الجنوبيين قادرون على إدارة أرضهم بأنفسهم
بكفاءة، وتنظيم، ووعي
أكثر من كل من حاولوا لسنوات إبقاء الجنوب في دائرة العجز المتعمد.
أزعجهم أن هناك قوى كانت تراهن على جنوب ضعيف فاكتشفت أن الجنوب اليوم أقوى مما تخيّلوا، وأكثر وعيًا مما تمنّوا، وأصلب من أن يُعاد تشكيله وفق رغبات الآخرين.
خوفهم الحقيقي ليس مما حدث
بل مما ظهر للعلن:
أن الجنوب العربي أصبح صاحب قراره، وأن التفاف الناس حول مشروعهم الوطني جعل كل محاولات الإرباك بلا قيمة.
المعادلة تغيّرت
وكل من راهن على جنوب مشتت أو تابع خسر رهانه.
الجنوب اليوم يمشي واثقًا نحو استعادة دولته
ومن لم يستوعب ذلك بعد سيستوعبه قريبًا.