الانتقالي من الهجوم إلى الانتصار.. شراكة فرضت حضور الجنوب

كتب / رائد عفيف
كنتُ من أوائل الذين وجّهوا انتقادات حادة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته السياسية، واعتبرتُ التحالف مع القوى التي انسحبت من شمال اليمن، ومع حكومة المناصفة المفروضة وفق اتفاق الرياض، عبئًا على مشروع الجنوب وقضيته. رأيت فيه تنازلًا يُضعف الموقف الجنوبي ويقيّد خطواته.
لكن اليوم، وبعد أن تكشّفت الحقائق على الأرض، يتضح أن هذا الترتيب السياسي لم يكن ضعفًا، بل مكسبًا استراتيجيًا غيّر المعادلة. لقد منحت القوات الجنوبية العسكرية والأمنية حقًا رسميًا مُعترفًا به، يتيح لها التحرك والتموضع في أي منطقة محرّرة، دون أن يجرؤ أحد على منعها أو التشكيك في شرعيتها.
إنها ليست مجرد اتفاق سياسي، بل ورقة قوة تُرسّخ حضور الجنوب وتؤكد أن القيادة كانت تقرأ المشهد بوعي عميق، وتدرك أن تثبيت الحق يحتاج إلى أدوات رسمية وغطاء سياسي. اليوم نرى القوات الجنوبية تتحرك بثقة، ونشعر أن الجنوب يفرض نفسه كقوة لا يمكن تجاوزها.
لقد تحوّل النقد إلى يقين، والشك إلى فخر، وأصبح الجنوب حاضرًا في كل معادلة بصفته قوة رسمية معترف بها. إنها لحظة فارقة تُظهر أن الانتقالي لم يتنازل، بل انتزع اعترافًا بحقٍ جنوبيٍ ثابت، لا يُلغى ولا يُسلب.