اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار وتقارير

على شاشة الـBBC “بن حبريش” ارتبش

 

النقابي الجنوبي / خاص

في رده على سؤال مذيع الـBBC، حرص عمرو بن حبريش على ألا يتجاوز نفيه للولاء للحوثيين جملتين؛ الأولى كانت: “هذا غير صحيح”، أما الثانية فبدأها بقوله: “نحن عرب ومسلمون” دون أن يكملها، هارباً من تقديم نفي مباشر ومقنع يتطلبه السؤال الواضح والصريح: “أنتم متهمون بالولاء للحوثيين”.

وبدلاً من الإجابة، اتجه بن حبريش للحديث عما وصفه بالدفاع عن حضرموت، مسترسلاً في سرد “نضال تاريخي لشخصه ” يتنافى مع الماضي ولا ينسجم مع وقائع الحاضر.
فالرجل الذي قُتل والده وعمه على يد قوات الجيش اليمني قبل قرابة عقدين ، يعوّل اليوم على الجيش ذاته—الموالي للحوثي وجماعة الإخوان— في الحرب على النخبة الحضرمية بالساحل وفي قمع ابناء حضرموت في في الوادي وحاضرته سيئون، أولئك المطالبين بتسليم مدن ومناطق وادي وصحراء وهضبة حضرموت لقوات النخبة الحضرمية، وهي قوات يتألف جميع منتسبيها من أبناء حضرموت لكنها في نظر بن حبريش قوات عدوان تستدعي الردع وبناء شراكات تحالفية مع القوات اليمنية ومليشياتها ، وذلك يمثل جوهر نضال بن حبريش من اجل حضرموت لغير الحضارم باستثناء عمرو .

حافظ عمرو بن حبريش، وبكياسة من يحاول الموازنة مع الولاء المزدوج للحوثي والإخوان، بدا متماهياً مع موقف المنطقة العسكرية الأولى تجاه الحوثي. لم يربط جملة النفي بجملة أخرى تؤكد أنه ضد الحوثي أو أنه مستعد لخوض المعركة ضده، حتى بالحد الأدنى الذي اظهره من سلموا للحوثي نهم حتى الجوف حتى مشارف مدينة مأرب وصولاً إلى بيحان الشبوة قبل أن تحررها قوات العمالقة الجنوبية في عملية اعصار الجنوب.

كما لم يغامر عمرو بقطع المسافة بين موقف مسقط الداعم للحوثي وموقف الرياض التي تقود، ومعها الإمارات، معركة الأمة العربية ضد المشروع الإيراني وميليشياته. واكتفى بالقول إنه يأمل من المملكة العربية السعودية أن تتدخل لـ“ردع العدوان”—على حد وصفه—والمقصود به قوات النخبة الحضرمية، وهو العدوان الذي استدعى من الشيخ عمرو تنفيذ عملية استباقية للسيطرة على حقول النفط وفقط وإعطاء الإشارة لقوات المنطقة العسكرية الأولى بقمع واعتقال أبناء حضرموت في سيئون.

وبهذا الخطاب الملتبس والموقف المزدوج، يظهر بن حبريش كمن اختار الوقوف في صف القوى التي أثقلت حضرموت ونهبت ثرواتها على مدى ثلاثة عقود، وشرعنت وجودها العسكري والسياسي تحت شعارات جوفاء. فبدلاً من الدفاع عن حقوق الحضارم كما فعل عمه الشهيد سعد بن حبريش قبل يتم اغتياله من قبل قوات المنطقة العسكرية الاولى ، ليلحق بابيه شهيدا.

بدا عمرو متمسكاً بحماية مصالح من صادروا قرار حضرموت وأمنها وثرواتها، وقبل أن يكون غطاءً لاستمرار نفوذ وهيمنة تلك القوى المعادية لكل تطلعات أبناء المحافظة ، لكنه لايظهر قليل من الحياء والحرج حين يردد ما يسميه بالحكم الذاتي لحضرموت.. وهكذا اذا لا يترك بن حبريش مجالاً للشك في أنه اصطف طوعاً إلى جانب من مازالوا يحاولون كسر ارادة ابناء حضرموت بكل اشكال الترهيب والقتل والارهاب كما شاهدنا اليوم في سيئون . هو مع مع مصلحته المرتبطة باستدامة هيمنة القوى الشمالية وقواتها على حضرموت والاستحواذ على مقدراتها وثرواتها وحرمان أهلها من حقهم الطبيعي في إدارة أرضهم وثرواتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى