أبطال في تأزيم الاوضاع وزيادة المعاناة
بقلم/ عادل العبيدي
جميع المواقف التي يطلقون عليها الحوثيين والإخوان على أنها بطولات ثورية ونضالية ووطنية سواء تلك التي اشتعلت بينهم كأعداء حرب أو التي قربت بعضهم من بعض كتحالف وطني يمني ضد أعداء الخارج حماية للسيادة الوطنية اليمنية حسب زعمهم ، جميع تلك المواقف التي حاولوا أن يظهروا بها كأبطال وطنيين لم تكن سوى زيادة في تأزيم الاوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية وزيادة في معاناة الناس .
فتلك الدعوات التي كان يطلقها الحوثيين كتبرير لدخول ميليشياتهم العاصمة اليمنية صنعاء بحجة أنقاذ الشعب من جرعات زيادة الاسعار في المشتقات النفطية والمواد الغذائية التي فيها أظهروا أنفسهم الأبطال المنقذين للشعب اليمني سرعان ما تحولت فيما بعد إلى اضطهادات واعتقالات وغلاء في المستوى المعيشي والخدمي وتضييق حريات المواطنين وسلب لحقوقهم وتكتيم أفواه الكتاب والصحفيين والناشطين السياسين والإعلاميين والحقوقيين وصلت بعضها إلى حد تنفيذ الإعدامات المعلنة .
وكذلك مواقف الإخوان ومليشياتهم المخزية ضد اجتياح المليشيات الحوثية العاصمة اليمنية صنعاء ، فقد كيفوا هروبهم وعدم دفاعهم عن عاصمة دولتهم وعن شعبهم ضد المليشيات الحوثية على أنها مواقف وطنية وبطولية وذلك حفاظا على العاصمة صنعاء ومن أجل عدم إراقة الدماء اليمنية بينما كان ذلك الهروب الإنهزامي ماهو إلا ترك الساحة الوطنية اليمنية لجماعة ميليشيات الحوثيين التي زادت من تأزيم الاوضاع في مختلف الجوانب وشجعتهم على العبث بالممتلكات العامة والعبث بحياة المواطنين إلى حد لايطاق تحمله أفضع بمئات المرات من تبريرات الإخوان في هروبهم وعدم مواجهتهم المليشيات الحوثية التي اتسعت وتطورت إلى عدم الاستفادة من فرصة دخول دول التحالف العربي بقيادة السعودية الحرب ضد المليشيات الحوثية حيث تعمدت المليشيات الإخوانية تسليم المواقع والألوية والمناطق العسكرية للميليشيات الحوثية سلميا بدون أن يطلقوا طلقة رصاصة واحدة معلنيين هزيمتهم والفرار إلى المحافظات الجنوبية مفتخرين في قنواتهم الإعلامية ببطولات كاذبة ومخزية .
ومن المواقف الآخيرة التي أعلنتها جماعة الإخوان وجماعة الحوثي على أنها بطولات تحسب لتنظيماتهم ومليشياتهم التي زادت والتي هي أيضا في طريقها إلى زيادة تأزيم الاوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية وزيادة معاناة الناس في معيشتهم وخدماتهم معلنة أزمات معيشية وخدمية جديدة هي اقدام المليشيات الحوثية على أعمال القرصنة والإرهاب في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر من خلال استهدافهم السفن التجارية التابعة لبعض الدول الأجنبية ومنها سفن أمريكية وبريطانية بحجة مناصرة مجاهدي حماس والقضية الفلسطينية ردا على مجازر العدوان الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينين وكذلك ماكان من مباركات وتأييدات الإخوان للميليشيات الحوثية على هجماتهم الإرهابية وأعمال القرصنة تلك منددين بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد الحوثيين ، التي اظهرت مدى التعاون والتخادم الحوثي الإخواني بصورته الواضحة على أنهم جماعات إرهابية عدوانية ضد الشعب اليمني وضد شعب الجنوب وضد أمن الملاحة البحرية الدولية حيث تحولت تلك المواقف التي يسميها الإخوان والحوثيين أنها بطولات إلى جحيم زادت من التعقيدات السياسية والعسكرية والاقتصادية في اليمن والمنطقة العربية وإلى زيادة معاناة الناس أضعافا مضاعفة .