من التحريض إلى التفجير: كيف تمهد قنوات الإخوان الطريق للإرهاب؟

كتب / رائد عفيف
في كل مرة يُستهدف فيها أحد قادة القوات الجنوبية، تبدأ قنوات الإخوان بحملة إعلامية منظمة لتشويهه، تُضخّم الأخطاء وتُحرّف الوقائع، وتُقدّم صورة مشوّهة تخدم أهدافًا خفية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية. ولا ننكر أن هناك أخطاء في الأداء، فالمؤسسة العسكرية ليست معصومة، لكن ما يحدث ليس نقدًا، بل اغتيال معنوي ممنهج يُراد منه كسر الثقة وزرع الشك داخل الصف الجنوبي.
ما جرى مؤخرًا في محافظة أبين مثال صارخ على هذا النمط: حملة تحريض إعلامي مكثفة سبقت عملية إرهابية استهدفت معسكر اللواء الأول دعم وإسناد، ثم ظهر قادة الجماعات الإرهابية على شاشات قنوات مثل بلقيس، المهرية، سهيل، ويمن شباب كمحللين سياسيين، يبررون فعلتهم ويمنحونها غطاءً فكريًا يخدع الجمهور ويُضفي على الجريمة طابعًا سياسيًا زائفًا.
لم تعد الحرب تُخاض بالسلاح فقط، بل بالكلمة المحرّضة والصورة المضللة. الإعلام المأجور بات جزءًا من غرفة العمليات، يمهد للجريمة ويغطيها، ويصنع رواية تخدم القاتل وتُدين الضحية.
العملية التي استهدفت معسكر اللواء الأول دعم وإسناد لم تكن وليدة لحظة. فقد سبقتها تهديدات علنية، وهجوم إعلامي مكثف، وتصعيد في الخطاب العدائي ضد القوات الجنوبية. ولم تقتصر حملة التحريض على القنوات الفضائية، بل امتدت إلى صفحات قادة الجماعات الإرهابية وناشطيهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، إكس (تويتر سابقًا)، وتطبيقات أخرى، حيث نُشرت منشورات مباشرة تحرّض على الألوية وقادتها، وتُمهّد نفسيًا لتقبل الجريمة أو تبريرها.
كما تنشط منصات ما تُسمى بـ”أبناء عدن” و”أبناء أبين وشبوة ولحج وغيرها”، وتُستخدم كواجهات محلية زائفة لترويج الخطاب التحريضي، وكأن التحريض صادر من داخل المجتمع الجنوبي نفسه، بينما هو في حقيقته امتداد لخطاب خارجي يستهدف وحدة الصف ويخدم أجندات معادية.
وهنا يبرز السؤال الأخطر: من يموّل هذا الخطاب؟ ومن ينسّق بين الكلمة والرصاصة؟ وهل باتت بعض القنوات والمنصات مجرد غرف عمليات ناعمة تمهد الطريق للعمليات الإرهابية؟
القوات الجنوبية اليوم تواجه معركة مزدوجة: في الميدان ضد الإرهاب، وفي الوعي ضد التضليل. وعلى الإخوة المواطنين أن يتحلّوا باليقظة، وألا ينجرّوا خلف المنشورات المفبركة والمنصات المأجورة. إن أمن الجنوب أمانة في أعناق الجميع، والمواطن الواعي هو خط الدفاع الأول.
اليوم، الجنوب لديه إعلام وطني يقظ، لا يُشترى ولا يُخدع، يكتب بضمير، ويدافع عن الأرض والكرامة، ويحصّن الوعي من الاختراق. كل منشور نزيه هو طلقة في وجه الإرهاب، وكل صوت حرّ هو جدار صدّ أمام مشاريع الفوضى. والرهان باقٍ على استمرار اليقظة، وتوحيد الرسالة، وتكثيف الحضور في كل ساحة مواجهة.
الجنوب يراهن عليكم… فلا تخذلوه.