اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

انتخابات بلا رئيس.. تماثيل بول بيا تخوض الحملة بدلًا عنه في الكاميرون

النقابي الجنوبي/خاص

يستعد الرئيس الكاميروني بول بيا، البالغ من العمر 92 عامًا، لدخول سباقه الرئاسي الثامن منذ توليه السلطة قبل أكثر من أربعة عقود، في مشهد يعيد إنتاج زعيمٍ كسر كل الأرقام القياسية كأقدم رئيس حاكم في العالم ما زال على رأس منصبه.

منذ صعوده إلى رئاسة الحكومة عام 1975 ثم توليه رئاسة الجمهورية في 1982، حافظ بيا على قبضته الحديدية على السلطة، متنقلًا من أزمة إلى أخرى، وناجيًا من محاولات انقلابية وصراعات انفصالية في المناطق الناطقة بالإنجليزية، وصولًا إلى شائعات متكررة عن وفاته، قبل أن يظهر من جديد بعد كل غياب قادمًا من إقامته المريحة في أحد فنادق سويسرا.

ورغم تقدمه في السن، لا يُبدي بيا أي نية للتنحي، بل يسعى للبقاء في الحكم حتى عام 2032، حين يقترب من عامه المئة. وفيما يغيب عن الحملة الانتخابية، تُملأ المدن بصوره وتماثيله الورقية، لتتحول دمى ضخمة تمثله وزوجته شانتال إلى رموز متنقلة في مسيرات أنصاره بالعاصمة ياوندي.

كان الرئيس العجوز قد أعلن ترشحه في يوليو الماضي عبر منشور مقتضب على منصة “إكس”، دون نشاط انتخابي يذكر، تاركًا لآلة الحزب الحاكم إدارة المشهد في ظل غياب شبه كامل له عن الميدان.

وفي المقابل، لم يُسمح سوى لعشرة مرشحين بخوض الانتخابات من أصل 83 تقدموا، بعد استبعاد عشرات المنافسين لأسباب وُصفت بالقانونية والسياسية. وكان أبرز المستبعدين المعارض موريس كامتو، زعيم حركة النهضة الكاميرونية، الذي حُرم من الترشح بدعوى مقاطعة حزبه الانتخابات السابقة.

ورغم أن بيا يقدم نفسه كضامن للاستقرار، إلا أن الواقع يشي بعكس ذلك: شمال البلاد يعاني هجمات مستمرة من جماعة بوكو حرام، والمناطق الغربية تشهد نزاعات انفصالية دامية، فيما يتفاقم الركود الاقتصادي وتتصاعد معدلات الفقر والفساد، مما جعل البلاد تعيش حالة إنهاك شامل.

وفي آخر ظهور نادر له قبل الانتخابات، ألقى بيا خطابًا قصيرًا في مدينة ماروا شمال البلاد، أقر فيه بصعوبة المرحلة، لكنه اختتمه بتأكيد أن “الأفضل لم يأتِ بعد” — عبارة بدت لكثيرين تلخيصًا لإصراره على البقاء حتى الرمق الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى