اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

خليل السفياني يكتب: ترانيم ثورة 14 اكتوبر وتجديد للعهد

 

كتب / خليل السفياني

تهل علينا الذكرى ٦٢ لثورة 14 اكتوبر وبلادنا تشهد وضعا سياسيا مأزوما و مقعدا يلازمه حالة لا استقرار ولا أمن و ارتباك واضح في أداء الدولة والأحزاب الوطنية، حالة من الترقب لما يخطط له أعداء الجنوب المناسبة الخالدة والتي لها أسبابها التراكمية وحاجتها اليوم لارادة سياسية صادقة وقوية وارادة شعبية تلتف حول القيادة من مختلف المناطق الجنوبيه

ثورة أكتوبر كانت ولا زالت انشودة شعب وترنيمة وطن صنعته قيادات شابة من مختلف أرجاء الوطن وحدتهم قضية تحرير الوطن من المستعمر البريطاني رغم اختلاف مناهلهم الفكرية ورؤاهم السياسية في تحقيق الاستقلال الوطني.

في الخمسينات من القرن الماضي جميع القوى الوطنية التي شهدها الجنوب خاضت نضالا تعبويا سلميا كي يحقق الإجماع الشعبي ليتحول إلى إرادة شعبية داعمة ومساندة للإرادة السياسية الوطنية التي تجسدت في قيام ثورة 14 اكتوبر التي انضم إليها في بادئ الأمر جميع فصائل العمل الوطني السياسي والنقابي وتوحد هدفهم من خلالها في خيار الاستقلال، وعلى الرغم في التباينات الثانوية فيما بينهم إلا أن الثورة انتصرت انتصارا عظيما وجعلت أعتى قوة استعمارية تدعن فيها للإرادة الشعبية وتم اجلاؤها من غير رجعة.

اختفت بعض من القوى السياسية عن المشهد السياسي عقب الاستقلال مباشرة ولكن، في الوقت ذاته اقتربت الأحزاب ذات الرؤية القومية والعربية من بعضها وتم توحيدها لتصبح فيما بعد مؤسسة وطنيه قوميه الذي كان يقف خلف كافة التحولات الاقتصادية و الاجتماعية والتربوية والعلمية والفنية وفي مجال الثقافة والفنون المختلفة ..

لقد عزف الجنوب تحت مؤسسة الحزب الاشتراكي سيمفونية وطن يخطو نحو التقدم بخطط خماسية تعددت ترانيمها:

– في الدراسة المجانية من التعليم الأساسي إلى الجامعي وانتشرت المعاهد المتخصصة.

– في التطبيب والعلاج المجاني.

– في السكن الشبه مجاني وعبر بناء الجمعيات السكنية.

– في توفير المواء الغدائية بارخص الاسعار .

– في توفير الماء والكهرباء وعند نظام الصيانة الموسمية يخبر المواطن باعلان وكأنه بمثابة اعتذار عن طريق الإذاعة والتلفزيون عبر جدول زمني للانقطاع لا يتجاوز الساعة.

– ابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج بدون تمييز و وفقا لمعدلاتهم في شهادة الثانوية العامة.

– بناء جيش وطني وابتعات الجنود للدراسة في الخارج والداخل ..

– استثباب الأمن والأمان وعدم وجود أي مظاهر مسلحة وحمل السلاح بتصريح.

– القانون هو سيد الموقف يتساوى أمامه الجميع .

– المرأة مشاركة في مختلف المجالات بثقة متساوية في الأجر مع الرجل مصانة حقوقها كامله وزوجة .. بل إن الأسرة كرمت بقانون الأسرة الذي جاء متقدما في محتواه على مستوى الوطن العربي و شهد له الجميع بذلك وما يحققه من تماسك اسري.

– صور كثيرة تختزل في الذاكرة للطلاب وهم يقعدون على الكراسي لا يتجاوز الفصل الوحد 30 طالبا والفلاحون يزرعون الأرض بهمة ويدعمون عبر تعاونياتهم وكذلك الصيادون ..

– صور واقعية كثيرة ومتعددة أنجزها الحزب الاشتراكي اختفت اليوم ولا نجد عزاء لها.

ورغم تحالف قوى الظلام والقوى الفوضوية الفاسدة المتمثلة بزعيمها عفاش لتدمير هذا الجنوب العملاق التي ترتبط جذور منشأه في عمق الأرض التي ولد فيها و ينصهر فكره وتاريخه في التاريخ السياسي المعاصر بل إنه الوجه الجميل للجنوب التاريخ والحضارة .

لقد عمدت تلك القوى الظلامية والفوضوية من خلال دعاية مضادة وحرب باردة قبل الوحدة اليمنية وبعدها في حرب خفية ممنهجة لتشويه صورة الجنوب بشتى الأشكال واغتيال كادره وقياداته وحرصت على تزييف وعي الأجيال لتصور صراعاته الثانوية بالدموية وتكرس الكراهية للحزب مع ان تلك الصراعات لم تكن تمس المواطن في حياته ولم تهدد آمنه وامانه ومعيشته واستقراره ومع ذلك لم ينكسر الحزب أو يوهن أو يهرب ويختفي من المشهد السياسي.

الحقيقة ان الحزب صنع انموذجا لدولة ذات نظام وقانون .. دولة مؤسسات .. دولة ملمحها الرئيس العدالة الاجتماعية والشراكة الشعبية لكافة شرائح المجتمع ..
مؤسسة الحزب الاشتراكي كان ومازال من خلال تجربته وايجابيات ماحققه هو امل وطن ان أردنا استعادته واستعادة مؤسسته النظامية، علينا ان نستفيد من كادر الجنوب وقياداته والكفاءات التي يزخر بها ونترك نظام المحاصصة بغرض إرضاء أطراف أخرى جانبا خاصة عندما يتم اختيار شخصيات هزيلة ضعيفة على اساس تكتيكي لاحتواء مؤقت، ناجم عن مواقف سياسية عارضة، انه بمثابة تآمر على الوطن نحو المزيد من اضعاف الدولة وتمزيقها.

على أبناء الجنوب وأبنائه ان يدركوا تماما بانهم الوريث الحقيقي لثورة 14 أكتوبر وأهدافها التي أنجزها أجدادهم و آباؤهم بدحر المستعمر وتقع عليهم المسئولية باستعادة المجد واستعادة الوطن من القوى الكهنوتية الرجعية وان يدركوا تماما ان صانع ذلك المجد الشاخص دائما امامنا وأنهم وريث أجدادهم وآبائهم العظماء ، شهداءهم الخالدين في عقولنا و قلوبنا جميعا وفي ذاكرة التاريخ الذي نستمد منه صمودنا وقوتنا وعزتنا وكرامتنا.

علينا اليوم ان نثق بأن لدينا حامل سياسي للجنوب وشعاع امل ونور اسنه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي
وان القوى المعادية للجنوب اصبحت وتكشف لنا مدى الكذب والزيف والتهويل في الدعايات المغرضة ضده .. علينا ان نثق بهذا المجلس الجبار الذي حمل على عاتقه استعادة كرامة شعب الجنوب واستعادة دولة الجنوب وحقق انتصار عبى الارض ووحد شعب نسيجه الاجتماعي وتاريخه وتربته ونسيج الاجتماعي واحد، رغم التآمر عليه .

في ذكرى ثورة 14 اكتوبر الخالدة، علينا ان نؤكد ثقتنا بأن الجنوب دولة ومؤسسات ونظام وقانون، وهويه وإنسان، وان قيادة الجنوب اعطوا ولم يأخذوا، و انجزوا للشعب الكثير ، نظام ربى كادر وقيادات ونمى عقول وحقق أكبر قوة على الأرض وأكبر رأسمال وهي بناء الإنسان وتعليمه.

علينا أن نعلم وندرك بأن الفوضى والخراب والدمار والإهانة للوطن والمواطن اليوم هي بسبب العقليه الخبيثه الحاقدة التي زرعها عفاش والقوى الظلاميه، وان الجنوب الذي تم التآمر عليه ونهب أرضه وثرواته ومحاربة قيادته وكوادره وتم تشريد ابنائه عاد اليوم وبقوة تحت مضلة المجلس الانتقالي الجنوبي

الجنوب الوحيد الذي اتفقت عليه أحزاب الفوضى وأحزاب الظلام والارتزاق والمصالح إلا أنه ظل متماسكا شامخا شموخ جبال شمسان وردفان الأبية برجالها وأبناءه.

سوف ينتصر الجنوب وأجزم بأن كل قياداته قادمون يحملون معهم مشروع وطن، مشروع نهضه دولة .. قادمون ليس من الفنادق الفارهة بل من ثنايا الشعب ورحم ثورة اكتوبر المتجددة ليسهم في تغيير الوضع الحالي وينتقل به نحو المستقبل متجاوزا التركة الثقيلة من موروث التخلف والحقد والتآمر والاستحواذ والانفراد بالسلطة ثورة 14 أكتوبر شعاع ونور نهتدي به ثورة أكتوبر ليست حفيد التخلف القبلي والامامي وجبال تورا بورا ..
ثورة اكتوبر تجديد للعهد

زر الذهاب إلى الأعلى