الذكرى «62» لثورة ال 14 أكتوبر.. تجديد للعهد نحو المضي قدما على درب الشهداء

كتب / د. وهيبة شاهر
تحل علينا الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد ، ليست كذكرى من الماضي أو عابرة ، بل ثورة تجددت في كل ميادين النضال من المهرة إلى باب المندب ، وتعد هذه الذكرى رمزا خالدا لقوة وإرادة شعب الجنوب ، وقدرته على تحمل المحن والصعوبات والتحديات ونبراسا ينير الطريق نحو مستقبل أفضل.
إن الذكرى الثانية والستون لثورة ال 14 من أكتوبر المجيد جاءت لتعيد لنا تاريخ ومسيرة أجدادنا وآبائنا عبر صفحات النضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة والإنسانية ، ولقد اشتعلت شرارة الثورة ضد الاحتلال البريطاني في الرابع عشر من أكتوبر 1963 من قمم جبال ردفان الأبية ، بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة ، وحينها شنت على أثره القوات البريطانية هجماتها وغاراتها ضد قرى ومدن ردفان ، أي اتبعت القوات البريطانية سياسة الأرض المحروقة ، مما تسبب في إحداث كارثة إنسانية لدرجة أن أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني قام بإدانته للأعمال الوحشية اللا إنسانية التي استخدمتها السلطات البريطانية ضد الشعب في الجنوب بصفة عامة وقرى ردفان بصورة خاصة، ولكن كل هذه الأفعال، الإجرامية لم تثن عزم الثوار المناضلين عن الاستمرار في مواصلة كفاحهم ومسيرتهم النضالية ضد المستعمر ، والتي دامت 4 سنوات ، خاض المناضلون خلالها مواجهات عسكرية مع القوات البريطانية في جميع جبهات النضال ، ودكت مواقع وتجمع المستعمر البريطاني ، ولقد توجت ثورته النضالية بطرد المستعمر البريطاني من بلاده ، وطرد آخر جندي بريطاني ، حتى نال شعب الجنوب استقلاله من الاستعمار البريطاني في ال 30 من نوفمبر 1967م.
واليوم وبهذه المناسبة الوطنية التاريخية في الذكرى الثانية والستون من ثورة ال 14 من أكتوبر المجيد ،يجدد الشعب العهد والوفاء للوطن ، وللقائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي نائب الرئيس لقيادة المجلس الرئاسي في المضي قدما نحو طريق النضال والتضحيات لتحقيق الاستقلال الثاني الناجز وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية