الجنوب قبل المشؤومة

خليل السفياني
من سيقرأ المقال اتحداه ان يقول انني كاذب او انه مقال للتطبيل او النفاق أو ان كل كلمة ليست صحيحة بل لأنها الحقيقة سأكتب حتى يجف قلمي..
حينها لم يكن العالم قد عرف الفضائيات بعد، ولم يكن للانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي اي وجود ولدت ونشأت وترعرعت في دولة الجنوب وفي كنف دولة القانون، تلقيت وغيري تعليمنا المجاني في مدارس وكليات وعشنا في ظلال امنهم وحمايتهم وكانت جمهورية الجنوب دولة ذات سيادة يقودها رجال عظماء حملوا رؤوسهم على أكفهم في حرب التحرير ومبادئهم تسبقهم في صنع القرارات التحولية في بلد ظل فقيرا مستضعفا يرزح تحت نير المستعمر ١٢٩ عاما .. عشنا حياة منظمة هادئة امنة لا يشكو مواطنيها مرضا” إلا والمستشفى تعالجه بالمجان تتوفر له الأدوية بالمجان ولايموت المرء من الجوع فالدولة تدعم المواد الغدائية والملابس ، لا نحمل هم الوظيفة بعد تخرجنا ولم نشكو البطالة يوما و لم تكن لدى الشباب مشكلة غلاء المهور ولا السكن.
ولم يكن الأب يفكر كيف يدرس أولاده
حياتنا كانت واقعا” جميلا” مقارنة بالكوابيس التي تخنق أنفاسنا وتجثم على صدورنا اليوم، حتى الصراعات الداخلية التي أفضت إلى حرب أهلية بين أعضاء الحزب عام ١٩٨٦ التي لم تستمر سوى أيام معدودة وعاد الرفاق للعمل من أجل استثباب أمن الوطن والمواطن وظلت جمهورية الجنوب ينقد ذاته على ذلك الحدث وظل يعمل على تجاوز ما خلفه من اثار اسهمت بشكل غير مباشر في اصطفاف جديد أحدث ثغرة في النسيج الاجتماعي سمح لاعداء نجاح الجنوب والوحدة من اختراقها فيما بعد واحالوا الجنوب جحيما لا يطاق.
كنا نتغنى بحب الوطن ونتسابق للالتحاق بالمنظمة الشبابية “اشيد” كي نسهم بدورنا في خدمة وطننا الجنوبي الذي أمن لنا حياتنا ومستقبلنا دون تمييز يذكر.
في عهد دولة الجنوب كانت تعقد حلقات الذكر و تحفيظ القرآن في كل جامع وكانت اصوات علماء الدين والدعاة تعلو صداحة في الوعظ والإرشاد من على كل منبر .
كانت مساجدنا عامره وفيها روح ايمانيه ومساجدنا لها هيبتها وقدسيتها لم نعرف جماعات ولا فرق ولا صراعات على المساجد
كل تلك الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية التي اديرت بها البلاد كانت تأتي من أفعال بشر يسكنون الأرض وفي سلوكهم إيمان المتقين الصالحين، حاربوا الفساد وحملوا في نفوسهم الخير والحب والود وجسدوه في اعمالهم ونشروه هواء علي لا في رحاب الوطن وبين ثنايا الناس وصانوا به العادات والتقاليد وحكموا البلاد بالنظام والقانون ليكون صمام أمن ومرجعية للجميع.
أليس كل تلك الأفعال يدعو لها الإسلام؟
أليس كل تلك الأفعال ذكرها القران، الم تكن دليلا على نفحات الإيمان التي غمرنا بها؟
إذن اين هو الإلحاد في حياتنا التي نشروها عنا وافتوا بقتالنا؟!
التي خربها أعداء الحرية والنجاح والاستقرار الذين في زمن الانحلال الاخلاقي وضعف القيم واستئساد المصالح خاصة بعد حرب صيف ١٩٩٤م الغاشمة التي أرادت أن تجهز على الجنوب بدون رحمة و وجهت ابواقها لتخوض حربا إعلامية تكفيرية شاهرة سيفها ينعق في وجه الجنوب الرائد وتجربته المتميزة المتفردة في المنطقة، ساعية في بث سمومها لدك معقل الخير ، معقل الامن والامان ، معقل التسامح الديني، معقل المدنية لتقول عن شعب الجنوب وقادته بأنهم شيوعيين ملحدين مارقين وان حياتهم اباحية وانهم كفرة فجرة وان النظام قد اغلق المساجد وفتح المراقص واعترف بلبودية وسلك الظلالة..
كل ذلك كان مخططا ممنهجا لتدمير الجنوب اشتغلت عليه قوى دولية وإقليمية وكانت هناك اجهزة خاصة في بعض الدول وجدت لمحاربة دولة الجنوب وهم يدركون قيمة وقوة هذه الأرض وخيراتها وثرواتها وأهمية موقعها الاستراتيجي وميناؤها ومطارها المفتوح.
يدركون تماما انه اذا ظل هذا النظام قويا وإرادة شعبه فولاذية تضاعفها حياتهم الكريمة البسيطة الممهورة بعزمهم وكبريائهم وقوتهم المستمدة منها وفي ذات الوقت سلاحا هزم كذبهم وافتراهم وهزم أعداء الإنسان، اولئك الذين مازالوا يعيشون مجتمعات المراحل ما قبل الثورة الصناعية وأولئك الذين يعيشون مرحلة احتكار الشركات الكبرى ومرحلة اساطين صناعة و تجارة السلاح.
لقد ارادونا ان نصدق ان من يمد يده للانسان ويقدم لهم الخير ويكفل حياته للعيش ويربي أجيال صادقه وطنية ملحد مارق وان اولئك من يكنزون الذهب ويتحكمون في حياة البشر هم الاتقياء الانقياء ومن سلالة الانبياء.
ربما تمكن المرجفون في زعزعة العقل لحظة بسبب ضعف الوعي الاجتماعي والفقر والأمية لكنهم لم يتمكنوا من زعزعة الضمير، ضمير الشعب، بسبب الإيمان الحقيقي بالله والتمسك بتعاليم الإسلام وقوة الوازع الديني والأخلاقي وبالتالي لم تستطع قوى الظلام وحلفاؤها عن إثناء الحزب في تنفيذ قناعاته على الارض ولم يستطيعوا كسر الإنسان واكتشفنا جميعنا من خلال المعاناة ان نظام الجنوب كان وما زال ملتحما بالانسان البسيط وظل صامدا ، قويا، شامخا،صلبا” يناضل من أجل الإنسان والوطن وظلت قيمه ومبادئه لا تتغير قيد انمله.
لقد حاولوا تفكيك وتمزيق وتفريخ الجنوب وفشلوا كما فشلوا فشلا ذريعا” في تنفير المواطنين منه بتكفيره والدعاية المغرضة ضده لكن الحرب الراهنة كشفت عن آخر ورقة توت يتسترون بها لأنهم يعلمون انه في دولة الجنوب كانت تكتشف الجريمة قبل وقوعها ولم يشهد الجنوبيون المفخخات ولا الاحزمه الناسفه والاغتيالات بالسلاح الحديث المرتبط بجهاز تسجيل فيديو ولم يعرف الإرهاب والقصف العشوائي وقتل الأبرياء ولا الصراعات ولا المخدرات
ولكنه عرف من يقف خلف ذلك مهما ظهر وجهه بريئا أو ملمسه ناعما.
منذ اعلان الوحدة المشؤمة لمسنا وايقضنا تامر الهالك عفاش ومن معه وكل القوى التكفيرية المتدارية خلف الدين والمصنوعة مخابراتيا لتدمير وتمزيق دولة الجنوب و شنوا عليه أبشع الحملات الإعلامية وحشروا ثيابهم إلى فوق الركبة وعطروا لحاهم بعود النكبة وفرشوا اسنانهم بسواك المعزة ونهقت اصواتهم بالتكفير والتشويه واستماتوا في إقناع الناس بأن شعب الجنوب ملحد وكافر ولكننا وجدنا أن الإلحاد وبيع الاوطان والعماله والنهب والكذب بإسم الدين
صنيعتهم وان التبعية والولاءات للخارج جزء من عقيدتهم.
لقد ادعو ان الجنوب كافرا ولم نجد اكفر منهم فقد ارتكبوا في عهدهم السبع الموبقات باسم الدين، تعاملوا مع النساء سبايا كما في الجاهلية تزوجوا زواج المتعة والمسيار واستغلوا الفتيات بدون رحمة، زرعوا الارهابيين ومولوهم وقتلوا الابرياء وزعزعوا الوطن من اجل بقاؤهم في السلطة..
لم نر قياديا جنوبيا” مليونيرا في عهد دولة الجنوب وان كان حاكما منذ اعلان دولة الجنوب وحتى يومنا هذا .. انهم قيادات عظيمة بعضها استشهد واخرين رحلوا بصمت وهناك من اطال الله بعمره ولن تجد بحوزتهم سوى رواتبهم البسيطة التي لاتتعدى المائتين وخمسين دولارا ، لا يمتلكون اراض او ارصده خارجيه ولا قصورا وفللا فارهة، لم أشاهد قيادات جنوبيه تمتلك نصف البحر او ابار بترول او تسير خلفها عشرات السيارات والمرافقين المدججين بالسلاح الحديث يمشون على الأرض مرحا” وكانهم سيبلغون الجبال طولا أو يخرقون الأرض قوة.
قيادات الجنوب قبل الوحدة المشؤمه عاشوا بين الناس مواطنين صالحين، حياتهم بسيطة أقرب إلى الزهد والورع الذي لم أراه في غيرهم من الادعياء الذين اوهمونا بالورع والزهد وصدعوا رؤوسنا بالتقوى.
اين انتم يا شياطين الارض من هذا كله ، جل قياداتكم مرتبطة بمشاريع صغيرة خارجية، همها الأول جمع المال،
اين انتم من الناس وانتم تسكنون الفلل والقصور وتزرعون الحقد وتغسلون عقول الصغار وتحولوهم إلى متفجرات متحركة تقتل وتسفك دماء الأبرياء وتنشر الإرهاب وتؤازر الفتنة.
اين انتم يا من تستشهدون بالصحابة والتابعين في كل خطبكم ومنابركم التي اختطفتموها من الصالحين من الزهد والورع والتقوى وانتم شياطين في الأرض تحللون وتحرمون بهواكم.
ليتكم تعودون إلى رشدكم أو تخرجون من الجنوب كما اخرج الله ابليس من الجنة مذمومين مدحورين.
ليتكم تهلكون مثل ما اهلك الله صانعكم المدفون بالثلاجة
حان الاعتذار لشعب الجنوب الذي ظلم ظلما”كبير وتم طمس والإساءة لكل إنجازاته.
حان الوقت لقيادة وكوادر الجنوب بان يظهرو ويكون لهم موقع ومكان بكل مؤسسات الدولة وداخل المجتمع اليمني وان يعملوا على تصحيح الأفكار الهدامة الكاذبة التي زرعت وغرست .
أعيدوا لنا الحادنا وخذوا اسلامكم