ثورة 14 أكتوبر.. شعلة الحرية التي لا تنطفئ

كتب/ امين الاميني
كانت البداية عام 1963م، حينما اشتعلت شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر من جبال ردفان، لتتحول بسرعة إلى لهيب وطني شامل امتد إلى مختلف مناطق الجنوب آن ذاك — من لحج والضالع وأبين حتى حضرموت وعدن.
كانت تلك الثورة صوت المقهورين ضد أكثر من قرنٍ من الاستعمار البريطاني الذي حكم عدن منذ عام 1839م، واستغل خيراتها، وقيّد حرية أبنائها.
لم تكن ثورة أكتوبر مجرّد مواجهة عسكرية، بل كانت ولادة وعيٍ جديدٍ بالكرامة والسيادة. فقد خرج أبناء الجنوب من كل المدن والقبائل صفًا واحدًا، ليعلنوا أن زمن التبعية انتهى، وأن الحرية ليست منحة تُنتظر، بل حقٌّ يُنتزع.
اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود، تبقى أهداف الثورة وغاياتها مسؤولية الجيل المعاصر: بناء دولة عادلة، تحفظ كرامة الإنسان، وتحقق التنمية، وتُعيد للجنوب مكانته الريادية في المنطقة.
فالتحرر الحقيقي لا يُقاس برحيل المستعمر فحسب، بل بقدرتنا على مواصلة مشروع البناء الوطني الذي استشهد من أجله الكثيرين.
إن 14 أكتوبر لم يكن حدثًا عابرًا، بل منعطفًا في تاريخ الوعي الجنوبي، وذكراه اليوم دعوة متجددة لكل القوى السياسية والمجتمعية لأن تضع مصلحة الوطن فوق المصالح الصغيرة، وأن تحافظ على جذوة الثورة حيّة في النفوس.
ثورة 14 أكتوبر عدن الجنوب
وعي وطني الكرامة والتحرر