ستون رئيسًا وملكًا في قمة عربية إسلامية طارئة
بشار بن عبده المحرابي
كلهم يتسابقون في إلقاء الخطابات الطويلة، الإدانة هنا، التنديد هناك، و كأنهم يتنافسون على من يملّ الحضور أولًا! نحن نقعد ساعة ونخرج بلا فهم، بلا فائدة، بلا أثر.
ثم يأتي الرئيس/ أحمد الشرع، خمسون ثانية فقط، بيت شعر من عمرو بن براقة الهمداني، وكأن الزمن كله توقف. كلمة واحدة، لكنها تحمل كل المعنى، كل الموقف، كل الرسالة. وليس كلامًا عاديًا… هذا الخطاب يُدرس اليوم في الجامعات ومعاهد العلوم السياسية والدبلوماسية كدراسة حالة في البلاغة والفعل السياسي.
“متى تجمع القلب الذكي وصارمًا وأنفًا حميًا تجتنبك المظالمُ…”
كم مرة ستظل الأمة تكرر نفس الطقوس الكلامية؟! ملياران نحن، ولسنا بحاجة لأن نخاف! إلى متى نظل نندد كالمكالف؟!
متى تتحرك الأفعال بدل الكلام الفارغ؟!
يا قادة، دعوا الرتابة والثرثرة جانبًا، أعلنوا قرارات حقيقية، قوة دفاع مشتركة، خطوات فعلية، شيء ملموس يدخلنا إلى صميم النزاع والصراع.
الكلمة الموجزة، القرار الحازم، الشجاعة في الفعل… هذه هي البلاغة الحقيقية، وهذه هي الأمة التي تستحق أن تحيا. وليس مزيدًا من الخطابات الرتيبة التي تصنع الضوضاء فقط ولا تغيّر شيئًا