مستشفى زنجبار .. اقصاء للكوادر واستنزاف للأموال واهمال متعمد والضحية المواطن

النقابي الجنوبي/حنان فضل
الإنسان أصبح يعيش في عالم حيث الطبيب يدمر الصحة والمحامي يدمر العدالة والجامعة تدمر المعرفة والحكومة تدمر الحرية والإعلام تدمر المعلومة والدين يدمر الأخلاق والبنوك تدمر الاقتصاد, وهذه كلها تندرج تحت طاولة النظام الفاسد ودون شك ستجد الفاسدون هم لهم الاولوية في تغييب وتهميش حقوق المواطنين.
كل شيء تراه مرتبطاً بالآخر لأنه العامل واحد واللاعب واحد، فكيف ستكون الحياة التي اظهرت الاوجه الفاسدة والأيادي العابثة، لم يكون هدفهم الرئيسي البناء بل التدمير والاضطهاد الذي لم يترك لا صغيراً أو كبيراً إلا جعله يكره واقعه المحطم.
الجنوب بعد الوحدة وظهور رؤوس الفساد فيها أصبحت متقزمة في أعمالها ولم يعطى لها أي اهتمام في كل النواحي، وقد أصبح الإنسان يعيش حرباً خدماتية قاتلة بعد أن خرج من حروب الإبادة، لم يستكفي الفاسد في جعل المواطنين في دائرة الحرب بل محاربته من خلال اذلاليه وتهميشه عن الحق وعدم توفير الخدمات التي تعتبر حق من حقوقه.
الواقع الآن لا يحسد عليه لقد فاق المواطن الجنوبي على أرضاً شحاتاً ولم يستوعب مدى أن يعيش الانسان في أرضه شحاتاً بل يفتقر الى أبسط حقوقه، ليس المواطن العادي كذلك ايضاً الموظف البسيط وليس الذي يمتلك كل سبل الرفاهية لا يهمه أحد غير كيف يشبع نفسه الطامعة والمحبة للمال والسلطة أكثر من العيش في ضمير صاحي ومرتاح.
واثناء نزول صحيفة النقابي الجنوبي الى مستشفى زنجبار بمديرية زنجبار في محافظة أبين وجدت إن الصمت يسود البعض بل وجدت إن وكر الفساد محفورة في أبين التي تعتبر خاصرة الجنوب، وفيها ممارسة الفساد متوغلة في الأنفس وبيعهم الضمير وصمتهم عن الحق جعل منهم قصة مدفونة لا أحد يلتفت بها إلا القلة وحين تحققت صحيفة النقابي الجنوبي من الفساد والتعسف الذي طال الموظفين من سجن واضطهاد، وجدت إن الفساد لن ينتهي إلا اذا انتهت رموز الفساد من المشهد الإنساني حتى يستطيع هذا المواطن أن يعيش برخاء وتوفير قوته دون الدخول بصراع مع أيادي لا تعرف غير القمع.
وفي عددها هذا ستجدون الوثائق والتصريحات التي تثبت صحة ما يحدث في مستشفى زنجبار.
((تهاون و مؤهل غير مناسب ))
قال الدكتور/حسين علي السعيد رئيس نقابة مستشفى زنجبار و رئيس قسم الأشعة: نحن نعمل في هذا القسم ولا يوجد فيه تكيف وأفلام معانا قليلة، وفي قسم التصوير (الأشعة) لا توجد إضاءة مناسبة والمستشفى بشكل عام لا تعمل بشكل صحيح حيث توجد معدات ومواد قليلة وجود كادر متميز ولكن لا تعمل بشكل المطلوب.
وتساءل: ولا نعرف هل هو ضعف اداري أو بسبب تهاون مدير مكتب الصحة.
وأضاف: حيث يعتبر مدير مكتب الصحة غير مؤهل بل مؤهله الأساسي يكون مناسباً في الشباب ورياضة وليس مدير للصحة الذي هو باحميل، والدكتورة سيلة هي بالأصل (قابلة) وليست لها تخصص في هذا المجال ولهذا وصلنا للمشاكل بسبب سوء الإدارة.
و واصل قائلاً: نعاني منذ فترة طويلة وليست حديثة فمشكلة الإدارة والمستشفى منذ افتتاحها حوالي اكثر من خمس سنوات تقريباً، والعمل في بعض الاقسام متوقف بسبب عدم وجود مواد بالرغم إنه هناك دعم تتلقاه المستشفى من خلال المنظمات ولكن لا أحد يرى هذا الدعم، ونحاول نقدم للمريض ما بوسعنا حتى لا يشعر المريض بخيبة امل بالرغم التزامي للعمل فترتين وها أنا منتظر المواد الناقصة حتى نعمل بشكل صحيح، ولكن لا يوجد اهتمام للموضوع.
وكما تحدث الممرض والمسؤول على مستودع المستشفى، الأخ/محمد عوض الدابلة: كل شيء متوفر في غرفة العناية المركزة ولكن لا يوجد كادر طبي وقد اخبرناهم اكثر من مرة عن النقص الحاصل في المستشفى وخاصة العناية المركزة التي توجد فيها اجهزة حديثة وتفتقر للكادر واما غرفة العمليات لقد تم تحويلها الى الطابق العلوي ولا يتوفر فيها المواد والمعدات بل هناك معدات خاصة للعمليات غير متوفرة.
وفي المقابل تحدثت الأخت عيشة سعيد سالم، نائبة قسم الطوارئ الافتقار الخدماتي التي يعاني منه مستشفى زنجبار مع وجود منظمات داعمة لهم ولكن لم يتحصلوا على المواد المطلوب مثل وجود خمس اسطوانات اوكسجين داخل المستشفى كاملة، وطالبوا الادارة في توفير كوادر طبية وسرائر واسطوانات اوكسجين وخاصة للحالات الحرجة التي تأتي للمستشفى، مؤكدة عن وجود ممرضات يعملن دون أجر بل من اجل تقديم الخدمة للمرضى ،مطالبة بتوفير راتب لهن.
((تلد في الشارع ..ولم تجد استجابة بسبب المال))
ولم يتوقف الظلم الى الموظف فقط بل المواطن ،يشتكي من سوء الخدمة التي يتلقاها من المستشفى بسبب فرض قوانين تعسفيه عليهم من قبل الادارة وتتحدث إحدى الحالات التي وجدت الظلم، قائلة : أنا ولدت في الشارع بسبب الاجراءات القانونية التي تقول (ادفعي المال اولاً ) وأنا فقيرة وحالتي حالة، وأريد انقاذي من حالة الوضع التي لم اجد فيها استجابة من احد بالرغم أنه هذه مستشفى حكومي ولم يقدموا لنا استجابة، ولو رحمة الله كان الموت من نصيباً أنا وابني وبعد الولادة ،إبني في حالة سيئة بسبب عدم وجود عناية من سابق.
((استخدام أسلوب الطرد والسجن))
ويضيف إحدى الممرضين التي تم فصلهم من المستشفى بعد خدمة منذ افتتاحها،: عملت منذ بداية افتتاحها متطوعاً وتطورت المستشفى سنة بعد سنة حتى اصبحت مستشفى لها صدى ولكن الادارة التي فيها غير عادلة واستخدمت التعسف معي ومع بعض الطاقم حيث تم الفصل من عملنا وذلك عندما اردت أن اقدم خبرتي الطويلة للمستجدين وتقديم بعض النصائح لهم عن كيفية التعامل مع المرضى ولكن الإدارة لا تحب أن يكون هناك أفضل منها أو يتعالى عليها بسبب تخوفها من التمرد والمطالبة فيما بعد بحقوقهم والغريب من هذا كله أنه مستشفى كبير لا يوجد فيها كوادر مؤهلة طبية.
وحين طالب الموظفين والقيادة النقابية الادارة، لم تجد الرد غير الطرد أو السجن حيث تم حبس النقابة في إحدى غرف المستشفى واستخدام اسلوب الترهيب لإبعادهم عن طريقها واخفاء الحقيقة عنهم وذلك لطورتها بقضايا الفساد التي تحدث في المستشفى والدعم الذي تحصلته من المنظمات الدولية.
((إعطاء مخصصات لموظفين على الورق))
وهنا كشفت لنا من خلال حديثها عن فضيحة اخرى تمارسها الإدارة ومكتب الصحة وآليكم تصريح الدكتورة شاهيناز فضل صالح اليزيدي رئيسة قسم مركز الإسهال محافظة أبين:
نحن لدينا مركز الاسهال على مستوى المحافظة تم بناؤه من قبل المنظمة وهو جاهز ولكن ينقصه المعدات، واخبرني الدكتور جمال امديب، قال أنه المعدات ستأتي وممكن البدء بمعدات بسيطة في قسم بالمستشفى وفعلا تم البدء مبدئياً بمعدات قليلة وعملنا زاوية مكونة من غرفتين وجهزنا جداول ورتبنا كل شيء وبدأنا ولكن هناك كان جانب احباط واجهتنا وهو الطاقم الذي معنا (29) موظف هو طاقم لم يستلموا مخصصاتهم المالية أبداً ولهذا يشكل احباط لأنه لا يوجد تشجيع من اجل العمل عليه.
وأضافت: الكشف أول ما جاء الينا بـ (29) موظف من مختلف التخصصات ولكن الأسماء ليست التي متواجدين معي بعضهم مسجلين والبعض الاخر غير مسجلين بل تم تسجيل موظفين غير معروفين حيث تفاجأت من هذا الموضوع وهو الكشف يحوي على اسماء غير معروفين و غير متواجدين في المستشفى، واستلامهم مخصصات من 300/500 ألف والذين يعملون لا شيء، لأنه المفروض الاولوية لموظفين المتواجدين في العمل، حيث تم تغيير الكشف القديم بالجديد .
وتتابع قائلةً: وعندما وجدت إن هذا ظلم وحرمانهم من حقوقهم قررت وضع حلول، وفعلاً وضعت الحلول وفكرة وآلية ووافق عليها الدكتور جمال امديب وهو دمج الذين الموظفين بالمستشفى بالموظفين الغير متواجدين وكل واحد يقابل التخصص الذي امامه ويتم تقسيم المخصص مناصفة، ولكن اكتشفنا أنه الادارة تريد تستخدم أسلوب الترهيب وليس الترغيب يعني حجز مرتبات الموظفين الذين لم يستلموا مخصصاتهم من اجل الضغط على الطرف الآخر واتخذت اسلوب الطرد مع المتطوعين، بالرغم إنني عملت مجهود كبير ووضعت بنود واقتنعوا بها الذين استلموا المبالغ، ولكن الدكتورة سيلة غير موافقة وعارضتنا بشدة وبسبب المشاكل التي حدثت تراجعوا ورفضوا التسليم خوفاً على مصالحهم وقد وجدت هجوم عليا بسبب وقوفي مع المظلومين لأنهم أصحاب حق.
وبالإضافة قبول الدكتورة سيلة مديرة مستشفى زنجبار اسماء ((موظفين))
والاستغناء عن القدامى وهذا تعسف كبير من قبل سيلة وباجميل في استخدامهم اسلوب التهميش بالرغم أننا ناشدنا عبر الوسائل الاجتماعية عن الظلم الذي يحدث بنا.
((دعم و أدوية فاسدة بسبب سوء إداري))
ولم يتوقف الحال فقط إلى بل التخزين من اجل غرض معين يؤدي الى اتلاف أدوية يحتاجها المواطن الفقير وخاصة انهم مدعومين من منظمات دولية، ويتحدث حسن علي شطيرة مساعد طبيب مستشفى زنجبار# أبين: مستشفى زنجبار أبين يعاني فساد إداري ومالي، الإدارة لا نستطيع أن نجاريهم والأدوية تأتي من منظمات دولية وهناك أدوية تم احراقها واتلافها بسبب تكدسها في المخزن وعندما يتم اعطائها للمواطن من خلال دفعه اولاً مبلغ رمزي بالرغم أنه دعم يعني مجانية، وتم احراق الكثير من أدوية الملاريا بسبب سوء الادارة.
ويضيف متحدثاً: لا نعلم أين الفواتير التابعة للدعم وهناك أمور مخفية علينا لا نعلم عنها شيء, المفروض من كثر الدعم الذي تتحصل عليه أن نسمي المستشفى زنجبار الى مستشفى منظمات بسبب عدد كبير من منظمات نزلت وقدمت الدعم، ومع هذا تقول لا يوجد ميزانية بالرغم ان المنظمات تقوم بدعم من أصغر موظف الى أكبر موظف.
ويتابع حديثه قائلاً: وعندما نطالب الادارة توضح الأمر يقولوا علينا أننا مخربين ،وقد اكتشفنا ايضاً أنه كرسي الأسنان الذي تحدثوا عنه، لم يكن سوى كرسي حلاقة، وهو الآن مرمي في المهملات، مستشفى كبير لا يتوفر فيه شيء وعدم تقديم خدمات المطلوبة لمرضى، وايضاً لا يوجد بنك الدم وهم يقوموا بتسجيل تقارير عن استقبال حالات وضع، وهناك حالات تستدعي لتركيب دم، ولكن الادارة تقوم بإرسال المريض الى مركز صحي يبعد عننا بأمتار وقد تموت الحالة في الطريق، هذا بحد ذاتها جريمة بحق الانسانية.
لا توجد عدالة وضمير انساني صاحي بل الكل يبحث عن مصلحته دون عن غيره وترك مصلحة الاخرين من أجل الكراسي، يجب عمل تغيير في المناصب لأنه عندما يبقى المسؤول في الكرسي والمركز لفترة طويلة يعتقد أنه ملكه لا أحد ينتزعه منه فيزداد تمسكاً والسلطة المحلية لم تفعل لنا أي حلول لهذا الفساد في المستشفى الذين اذا صلح حاله وازالة الفاسدين فيه سيكون أفضل مستشفى ويقدم خدماته للجميع، ولكن ما يحدث هو العكس هناك كوادر في البيوت ويستلموا مرتباتهم دون جهد بتواطؤ إداري.



