الناتو يطلق عملية «الحارس الشرقي» بعد توغل جوي روسي في بولندا

النقابي الجنوبي / خاص
أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس الجمعة 12 سبتمبر 2025، عن إطلاق عملية عسكرية جديدة تحت اسم “الحارس الشرقي” لتعزيز دفاعات جناحه الشرقي. جاء ذلك بعد يومين من إسقاط بولندا لطائرات مسيرة روسية انتهكت مجالها الجوي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأولى من نوعها لدولة عضو في الحلف منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
واعتبرت وارسو التوغل الجوي بمثابة محاولة روسية لاختبار قدرات بولندا وردود فعل الحلف، فيما رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبرير الواقعة بأنها “خطأ غير مقصود”، في موقف نادر يعكس تعارضًا مع أحد أبرز حلفاء واشنطن، بحسب وكالة رويترز.
من جانبها، أكدت موسكو أن طائراتها كانت تتجه نحو أوكرانيا عند اختراق الأجواء البولندية، ونفت أي نية لاستهداف الأراضي البولندية. بالمقابل، وصف الأمين العام للناتو مارك روته الحادث بأنه “عمل متهور وغير مقبول”، مؤكدًا أن الحلف لن يسمح للطائرات الروسية بدخول أجواء الدول الأعضاء.
وأوضح روته أن العملية العسكرية ستنطلق مساء الجمعة بمشاركة قوات جوية وبرية لضمان تكامل الدفاع عبر الحدود، مشيرًا إلى التزام دول مثل الدنمارك وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بالمهمة، مع توقع انضمام مزيد من الحلفاء لاحقًا.
وأكد الجنرال ألكسوس جرينكويتش، القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، أن الناتو “سيدافع عن كل شبر من أراضيه”، مضيفًا أن سرعة الاستجابة هذا الأسبوع وإطلاق العملية الجديدة تهدف إلى طمأنة بولندا ومواطني جميع دول الحلف.
على الصعيد الدولي، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا بناءً على طلب بولندا لمناقشة الواقعة. وفي الوقت نفسه، شدد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على منصة “إكس” على أن الهجوم “لم يكن خطأ”، مؤكدًا أن بلاده تدرك حقيقة الموقف.
في المقابل، صرح ترامب أن “صبره بدأ ينفد” تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون الإعلان عن عقوبات إضافية في المرحلة الحالية. كما أعلنت ألمانيا توسيع نطاق مراقبتها الجوية فوق بولندا واستدعاء السفير الروسي، في ظل إدانات أوروبية واسعة لموسكو، وفقًا لما نقلته قناة “فوكس نيوز”.