اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

القاصة الجنوبية سحر عبداللاه تكتب قصة قصيرة بعنوان “دموع حمراء”

سحر عبداللاه صالح مثنى

حاولت فتح عيني ببطء شديد، فرأيت امرأة أمامي لم استطع تمييز وجهها إلا عندما صرخت (بصوت عال وهي تنادي):
– أيُّها الطّبيب، لقد أفاق ابني أخيرًا.
حضر الطَّبيب فورًا،ثم قام بفحصي مباشرة، طمأنهم أنَّني بدأت اتماثل للشفاء بعد غيبوبة دامت لأسبوع كامل.
عندئذ أصبحت صورة الأشياء تتضح لي شيئًا فشيئاً، فأسندني أخي الأكبر على الوسادة، وصبت لي والدتي كأسًا من الماء بطلب منّي، فأردت أن أعدل جلستي، إلا أنني شعرت بأمرٍ مريب، ثمة شيء لا يستجيب لي.. حاولت مجددًا ولكن بدون جدوى، وإذا بوالدتي تقترب مني قائلة:
– لا تبذل مجهودا يا بني، فأنت بحاجة إلى الراحة.
– ولكن يا أمي لا أشعر بقدمي البته!
أجابت (محاولة إخفاء قلقها):
– إنَّه أثر الحادث فقط يا عزيزي
إلا أنّني لم أطمئن عندما نظرت إلى وجوههم وخاصةً أنّني لمحت تسلل دمعة من والدتي فأسرعت إلى خارج الغرفة، لا أعلم بالضبط ما الذي سببه لي ذاك الحادث المخيف، كنتُ أقود
دراجتي النَّارية تلك الليلة وأنا في نشوة حبوب مخدرة فقلبت حياتي رأسًا على عقب لمجرد أنَّ بعض الرفقاء قاموا بغسل دماغي بحُجَّة أنَّها تصنع مني رجلا، وتنسيني كل هموم الحياة، لكنّني تحوّلت إلى وحش مخيف يفتعل المشكلات، ويأخذ مال والديه عنوة لشرائها، ويتغيب عن المدرسة ليرافق من ينشر السم بجسدي.
حينها أصيب والدي بنوبة قلبية إثر شجار دار بيننا وهذه الفاجعة لم تردعني، بل عدتُ مجددًا لتعاطيها فاختل توازني وأنا أقود دراجتي بطريقة جنونية خلفت إصابة بالغة في عمودي الفقري حرمتني المشي ثانية، وقد علمت ذلك لاحقا عندما وضعوني على كرسي متحرك.

زر الذهاب إلى الأعلى