اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

تحذيرات من “قره باغ جديدة” في غزة وسط تجاهل دولي

 

النقابي الجنوبي / خاص

حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من أن قطاع غزة قد يواجه مصيراً مشابهاً لما شهدته منطقة ناغورني قره باغ في عام 2023، حين أُجبر نحو 150 ألفاً من الأرمن على النزوح الجماعي من الإقليم، وسط غياب أي تحرك دولي فعال.

في مقال تحليلي للصحفي إيشان ثارور، أوضحت الصحيفة أن ما حدث في قره باغ جرى تحت حصار خانق تخلله تجويع ممنهج قبل الهجوم العسكري الأذري، ما أدى إلى تهجير السكان الأصليين وفقدانهم أي ضمانات للعودة أو حماية هويتهم الثقافية. وتخشى الصحيفة أن تسلك غزة المسار ذاته، خاصة مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه فرض “السيطرة الكاملة” على القطاع، رغم اعتراضات من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أبرزها موقف رئيس الأركان الذي أكد أن أهداف العملية تحققت وتجاوزت المطلوب.

التقرير أشار إلى أن المشهد في غزة يتجاوز نطاق الحرب التقليدية، إذ يتسم بـ“الدمار الشامل والتجويع المتعمد” الذي قد يدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى النزوح، تحت غطاء تصريحات من شخصيات يمينية إسرائيلية تروّج لما تصفه بـ“الهجرة الطوعية” كحل دائم للصراع. وترى الصحيفة أن هذا النمط يعكس “تطهيراً ناعماً” شبيهاً بما حدث في قره باغ، حيث أُغلق طريق الإمداد الوحيد إلى الإقليم، ما حول الأزمة الإنسانية إلى أداة ضغط سياسية.

الكاتب حذر من أن إسرائيل وأذربيجان تتبعان أساليب متشابهة، مستفيدتين من انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى، مشيراً إلى أن “العالم وقف متفرجاً بينما كانت قره باغ تُفرغ من سكانها”، وهو ما يثير المخاوف من أن يتكرر المشهد في غزة.

واختتم المقال بتحذير صريح من مغبة القبول بمفاهيم مضللة للسلام، قائلاً: “تطبيع التطهير العرقي ليس سلاماً، واحتلال غزة بالقوة ليس سلاماً، السلام الذي يأتي تحت تهديد السلاح ليس سلاماً”.

زر الذهاب إلى الأعلى